"اليمن, قــطر" بين الواجب .. والابتزاز..!

كتب
الخميس ، ٠٤ ابريل ٢٠١٣ الساعة ٠٣:٥١ صباحاً

 

 

قطر ..هذه الدولة العربية الخليجية الشقيقة ...صغيرة المساحة قليلة السكان ...لكنها دون شك كبيرة في مواقفها العظيمة ,شامخة في كبريائها العروبي والاسلامي ...هذه قطر العزيزة نقولها بملئ الافواه استطاعت ان تستحوذ على نياط قلوبنا عنوة ....وتتربع على كراسي افئدتنا وكل احاسيسنا خلسة وبدون  استئذان ...هذه هي قطر التي طالما اعطت شعوب العالمين العربي والاسلامي بسخاء لاحدود له ...دون منً ولا اذى .

 

ماكنا نود ان نلج سبيل المدح و التزلف ...لو لم نجد انفسنا مكرهين على السير في طريق الانصاف ولا شيء سواه..ولا نبغي من وراء ذلك جزاءاً ولا شكورا ...فقطر ...امارة وحكومة , وشعبا , ماعرف عنهم قط ولافي أي يوم - وفي كل موقف من مواقف مناصرة كل الحقوق العربية والاسلامية المستمرة والدائمة..وعلى امتداد تاريخ هذه الامارة الابية- انه سبق لهم ان طلبوا ..لا ماضيا ولا حاضرا..او ربطو ا بين مناصرة أي موقف عروبي او اسلامي صغيرأ ام كبيرأ ...بشروط او مطالب..او مكاسب ومن أي نوع سواء بشكل عاجل او أجل أو نحوهما ..كما يفعل بعض اشقاء الجوار وللاسف الشديد ...وهذا ما نحن جد واثقون من انها (قطر) لا ولن تطلبه لا حاظرأ ولا حتى  في المستقبل المنظور.

 

وعودا على بدء... فإن ما يدفعنا لكتابة هذه السطور الشعوربالواجب التي تفرضه علينا ضمائرنا ...كاقل مايكون ..وهو مايمكن ان يصل الى واجب (اضعف الايمان )وذلك من باب الاقرار بالحق , وكرد واجب الأداءللجميل..واعترافا بالدين المستحق لهذه الدولة التي استطاعت ان تسطر وتحفر وتخلًد اسمها باحرف ذهبية في قلوب ووجدان ومشاعر كل يمني وعربي واسلامي ..وياتي ابناء اليمن ولا شك في الصدارة وذلك الى أن يرث الله الارض ومن عليها .. ولو كره الكارهون ..وهم بكل تأكيد قلة لا تذكر في بلادنا واعجز من أن يجهروا بذلك علنا في وجه جموع ابناء شعبنا اليمني الوافي ذلا وجبنا وخوفا من ردة أي فعل عفوية مباشرة من جموع جحافل السواد الاعظم لابناء السعيدة مهد العروبة الاول المشهود لهم دوما بحسن مقابلة الوفاء بالوفاء ..والجميل بالاجمل منه ..والرد على التحية بأحسن منها على مر العصور.

 

ونقول باسم كل مواطن يمني ..ماذنب قطر هذه العربية الغالية التي ما عرفنا منها سوى كل يد تمتد بكل خيرواحسان الى اليمن دولة ,وحكومة, ارضا وانسانا؟!

 

وهل ذنب قطر انها نأت بنفسها على الغوص عميقا في كل الشؤون والخصوصيات اليمنية الداخلية , ولم تعط لسفيرها في صنعاء حق حكومة الظل ..لدرجة تحديد وتعيين ريئس الحكومة واعضاءها,بل واكبر من ذلك ليطال الامر اكبر رجالات الدولة .وكما يفعل بعض الاشقاء .الذين لم يتقبلواأن يخرج الوطن من سيف الوصاية الذي ظل مصلتاعليهم لعقود...فلم يجدواوسيلة سوى الانتقام من ابناء اليمن الذين يعدون العمالة العربية الأولى في هذاالبلد الجار بصورة وحشية طالت كل اليمنيين _المقيمين بصورة قانونية ..اوالمجهولين – على حدًسواء... وبشتى انواع المضايقات الهمجية التي تتنافى مع أيسط الحقوق الانسانية – ناهيك رابط العروبة ..اوحتى حق الجوار – وبشكل غيراخلاقي يتناقض كلياحتى  مع كل الاتفاقيات والمعاهدات الموقعة بين البلدين بهذ ا الخصوص ..بل وينسفها من اساسها.

 

أكان من الضروري لقطر ان تجاور اليمن جغرافيأ لتتمكن من مضاعفة عدد اوراق الضغط معززة بالتهام المزيد من ارضنا واقاليمنا ومياهنا البحرية بصورة دائمة ومستمرة ,بل ويضل شره جوعها واطماعها في كل اضينا وبحارنا وثرواتنا في تصاعد مستمر ,لايوقفه أي تنازلات او تردعه أي معاهدات ؟!!.

 

وهل المطلوب من اليمن ان يظل رهنا لسياسة لعبة القط والفار ..ولقمة سائغة للإبتزازالجائروالظالم بشكل دائم ومستمرارضا وثروة لتضمن بذلك ديمومية بقاء علاقة طبيعية مع شقيقتها الجارة دون منغصات ,فذلك سلوك اكبر الاشقاء..مقابل كيل الوعود تلو الوعود المطاطية لليمن .. في دعم تنموي –مشروط..أو..لم يأت بعد- ..مرورا بورقة ابتزاز آخريتمثل بدعم انضمام اليمن الكلي الى مجلس التعاون ..وليس انتهاءأ باستيعاب كل العمالة اليمنية ـ قبل ان يتم استدراك ذلك ب(العمالة الماهرة ).

 

 ثم ماتلبث كل هذه الدعوات حتى  تتبخر وتتلاشى ..لتنشط الذاكرة اليمنية للعودة لمحتوى وصية (الجد المؤسس)..(تطوركم مرهون ببقاء تخلف اليمن ..وغناكم مرتبط بدوام فقفر اليمن ) ليجد المواطن اليمني انه خسر كل شيء :(الارض ,التاريخ , الثروة , الكرامة )..مقابل لاشيء...الا.. المهانة للعمالة اليمنية بشكل مخزي كل يوم ..  بطريقة لاتنم الاعن الغطرسة الحمقاء المقيتة المدعومة بوهم غرورالثروة الزائلة  التي ستمكنهم من شراء كل العالم..وغاب عنهم

 

ادراك مالايعلموه ..ان هناك اشياء لاتشتر ى ولاتقدربمال!!

 

ومن منا لم يتذكر كيف كانت قطر هي حلقة(الوصل )الواجهة الدبلوماسية والاعلامية , والسند العربي الاكبر بل والمتفرد..لدعم الوحدة اليمنية ..ولاتزال ..ودفعت مقابل هذا الموقف الكثيرمما لايمكن تقديره بثمن؟!!

 

أتحدا أي جهة قدرتها على انكار ما لقطر من دور كبير في التقدم الملموس مؤخرا والمتمثل بانضمام اليمن الى بعض منظمات مجلس التعاون ..وذلك منذ ان تسلم قيادة أمانة المجلس القطري العربي الشهم (حمد العطية) !!

 

ولم يقف دور قطر عند هذه القضايا فقط , بل نجدها تفوقت على اكبر شقيقاتها ثقلا وتأثيرا وثروة ..فهبت لخمد نيران فتنة اخرى أطلت برأسها في اليمن مرة ثانية ..في حروب صعدة ..وسخرت كل جهدها ووقتها ..وظل كبار مسئؤوليها وقادتها معلقين في السماء في زيارات مكوكية جوية لا تتوقف لعدة اشهر بين صنعاء والدوحة ..وبرا الى صعدة رغم كل المخاطر .

 

بل وتحملت كل اعباء ونفقات لجان الوساطات الرئاسية القبلية والحزبية ..الخ وكل اللجان المختلفة المتعاقبة لما يقارب العام , ليس ذلك فحسب ,بل تكفلت مشكورة بتحمل موازنة إعمار جميع المناطق المتضررة في محافظة صعدة ..لولا ان اطماع السلطة في ان تتولى استلام هذه الاموال وقفت حائلا دون ذلك في اللحظات الاخيرة..كما صرح به احد كبار اعمدة النظام آنذاك؟؟!!

 

ويمكن لاي مراقب مقارنة حجم الاستثمارات القطرية في اليمن والتي تجاوزت اكثر من(700) مليار ريال مع استثمارات كل الدول العربية مجتمعة .فلن يجد أي مجال للمقارنة ..فهل نسعى في اليمن دون ان نعي لتطفيش كل المستثمرين القطريين الذين يمثلون اما مؤسسات او هيئات حكومية اواعتبارية او رجال مال واعمال قطريين وغيرهم ..وفي سبيل من؟! وخدمة من؟! وماهو المقابل .؟!

 

لماذا لم يستفيد اليمن من الدروس القريبة الماضية ابان دعمه الجنوني لموقف العراق الذي لم يعرف له أي فضل تنموي في اليمن سوى دوره في التخطيط للانقلابات وتغيير رؤوس الظام منذو فجر الثورة ..وكان تبعتها حرمان اليمن من الاف المشاريع التنموية لدولة الكويت الخير والعطاء بلا حدود ..الم نكتفي بكل تلك الدروس والعظات بعد؟!!

 

من هو المسؤول عن سرعة تدهور العلاقات اليمنية القطرية ..بعد ان كانت تواصل تألقها ..وبلغت قمة الذروة وصارت مضربا للمثل في اقل من عامين؟!! ثم ما لبثت ان تدهورت الى الحضيض بمقياس تجاوز سرعة الصوت؟؟!

 

من يجرؤ على تكذيب حقيقة كيف انهمرت على اليمن بشائر الكم الهائل من سيل الاستثمارات القطرية,في العشرات من المشروعات الاستراتيجية الكبرى ..بدء من المشروع الاسكاني العملاق في فج عطان ..مرورا باتفاقية التنقيب عن الاثار وحمايتها وصيانتها واستغلالها سياحيا واقتصاديا واقليميا وعالميا ..وتقديم اكثر من (600) الف دولار كمنحة للطلبة اليمنيين للدراسة خارج الوطن ..الى جانب تبني مشروع متحف العلوم ,واستيعاب كل الطلبةمن ابناء اليمنيين القيمين في قطر في جميع الجامعات القطرية؟؟!

 

من ذا الذي بامكانه كتمان مشاعر الاغتباط المنقطع النظير حين اعلنت قطر عن افتتاح فرع لبنكها الوطني في صنعاء ..وفرع اخر له في مدينة عدن ..ومايترتب على ذلك من فؤائد تصب في مصلحة اليمن من خلال ضمان استمرارية ديمومة تدفق الودائع المالية الكبرى لكبار المستثمرين القطريين ويغذي الخزينة العامة للدولة بزيادة معدلات تمويلات المغتربين اليمنيين في قطر وغيرها من دول الجوار ؟!

 

من هو المستفيد المباشر اولا واخيرا من جراء عواقب حرمان اليمن واليمنيين من خيرات ومكاسب وفوائد العشرات من مثل هذه المشروعات الكبيرة والعملاقة .بشكل مفاجىء وبدون أي مقدمات ..

 

كيف يمكن لاي عاقل داخل اليمن او خارجة بوجود ادنى نوايا سيئة مبيتة ضد اليمن مصد رها قطر من عدمه وان جاز لنا التسليم جدلا بذلك .. فهل امكانية قطر البعيدة عن موقع اليمن برا وبحرأ تمكنها من بلوغ هذه الدرجة من الخطورة والتأثير.....؟

 

حتى وان اعتمدنا انتهاج نظرية المؤامرة ظلما تجاه اشقائنا القطريين ...فهل يمكن لهذه التأثيرات تحقيق اهدافها قي وقت قياسي؟! وهل يرقى الى ان يصبح مضاهيا لحجم وكميات الدعم المالي لجارتنا الكبرى ..الذي يصل الى الالاف المؤلفه من المشائخ والوجهات والمسئولين اليمنيين منذ منذ اليوم الاول لقيام الثورة ؟؟!

 

لدرجة ان تم اسناد هذه المهمة الى مايمكن اعتباره بوزارة ولكنها ولكنها غير معلنة رسميا ..ويتولى الاشراف على هذه الهبات التي لم تكن لوجه الله طبعا او بدون مقابل العديد من اشاوس امراء الاسرة الحاكمة ؟!

 

ومن الذي بامكانه اثبات أي مبرر منطقي ولو بنسبة (10% )يسوغ للبعض ان يجعل من اليمن مجرد ميدان كبير للفيد المنظم لكل مقدرات الداخل ..وجلٍ ًمساعدات الخارج التي يراد بها انتشال اليمن من ويلات أزماته الاقتصادية والمعيشية المتلاحقة ..وكان لسان حالهم (نحن اولا واخيرا)و ليذهب اليمن واليمنيين الى الجحيم ؟؟؟!!!

 

واذا لم يكن الامر كذلك .. فمى معنى ان لا يتخلص صناع القرار في بلادنا من التحرر من (قيد العصمة) .؟

 

حتى صار من المستحيل الخروج من اسر الوصاية على اليمن ..برغم شتى صنوف التنكيل التي تطال مغتربيه ..حتى في كيفية ونوعية العلاقة العربية التي نختارها ..ماعدا ماله صلة بالتطبع مع بني صهيون ..وما دونه عربيا او اسلاميا فمن المحرمات ؟؟؟!

 

بعد كل هذه الايادي البيضاء لدولة قطر تجاه اليمن وكل اليمنيين ..ايحق لنا ان نخذل هذه الدولة العزيزة ..في ان نجعل منهم نموذجا متميزاوقدوة يحتذى بها في العلاقات العربية العربية؟؟!

 

فنحن كيمانيون نأبى على انفسنا- دولة وشعبا-ان نصل ادنى مستوى من الجحود  ونكران الجميل ؟؟؟!!

 

بل لعله من الواجب القول  انه من مسلمات القضاء والقدر العربي ان يكون مابين اليمن و قطر دروس للعروبة والعبرتتناقله الاجيال

 

اجل هذا ماقلناه بالامس..كشعب شقيق ولا نزال نؤكد عليه ..ولا اعتقد ان دولة شقيقة هي بهذه المكانة في قلوب الملايين في مهد العروبة الاول ستسمح لنفسها قيادة وحكومة وشعبا في ان تنحدر بمكانتها الى حافة السقوط التاريخي والاخلاقي..مهما كانت الظروف .

 

ولا يساورني شك في انها لا تشذ عن دول شقيقة اخرى حفرت لها ولشعوبها مساحات معينة خالدة في قلوب شعب مهد العروبة الاول الى ان تقوم الساعة كدولة الكويت والشقيقة الكبرى مصر والدليل على ذلك التقدير حرص اليمانيين على ابراز اللوحات الحجرية الباقية(هدية من الشعب الكويتي الى الشعب اليمني الشقيق) منذ عشرات السنين وكيف ان اليمانيون يتوقفون امامها بكل اجلال وتقدير.

 

وبا القدر الذي لايكاد يخلو بيتا على عموم ساحة الوطن اليمني الا وصورة الزعيم العربي الخالد جمال عبد الناصر تتصدرها بشكل تفوق على كل ايدلوجيات التطبيع والتركيع الساداتي الممنهج!

 

وقبل هذا وذاك – وهو المهم - ان هذه العبارات ومشاعر التقدير والتوق اليماني الاصيل في وجوب بذ ل الوفاء الى اهل الوفاء ورد الجميل بافضل منه قد حفرت في ضمير وعقول ووجدان كل يماني.

 

وواجب العروبة منا ان ننبه الاشقاء في الدوحة من خطورة ما بات يشاع مؤخرا من قيام الحكومة القطرية بصرف معونات شهرية كبيرة لبعض كبار الشخصيات النافذة في ا ليمن..!!

 

اتمنى ان لايكون ذلك صحيحا.. اذْ ان ذلك لن يخلق لليمن الا بذور لمآسي مستقبلية قادمة..

 

وقد اثبتت الايام بالتجربة العملية عدم صوابية هذا النهج لدى المجتمع اليمني شديد الحساسية الذي لم يعد على اليمن واهله الا بتنامي نفوذ بعض رموز الاقطاع في اليمن وتحولهم الى مايشبه دويلات داخل الدولة وكيانات صغيرة مستقلة عن الدولة المركزية بشكل اصبحت كل مشاكل اليمن الاجتماعية والتنموية العليا لم تعد تمثل الا اقل من ثانوية بين طرفي الدافع والمدفوع له .

 

واتمنى ان لا ياتي ذلك اليوم الذي يتغنى فيه اليمانيون من جديد (مسؤلون في صنعاء.. فراشون في الدوحة)؟!

 

اقول هذا كواحد من 25 مليون يمني يخوضون ام المعارك اليمنية الحاسمة (مؤتمر الحوار الوطني الشامل )..

 

وكل ما أتمناه هو ان يكون لقطر مكانها الذي يشرفها ويرفع راسها ورؤسنا كأشقاء لا تقل درجة عم عهدناه في قطر في دعم الوحدة اليمنية .

 

وصحيح ان قدرنا ان نكون شعبا فقير لكننا لا نسمح لانفسنا في ان نتحول الى متسولين على نوافذ الاشقاء .مالم يكن  دعما عاما يلمسه كل ابناء الوطن وعبر الاطر الرسمية  اولا..ومن ثم على قاعدة (لا تعطني سمكة بل علمني كيف اصطاد).

الحجر الصحفي في زمن الحوثي