كُش محافظ ..!!

كتب
الثلاثاء ، ٢٦ مارس ٢٠١٣ الساعة ٠٣:٠٩ صباحاً

بقلم : هشام السامعي -

مرت سنة إلا قليل على تولي الأخ شوقي هائل منصب محافظ تعز , وفي المقياس الإداري والإقتصادي والعام تعتبر السنة فترة كافية لتقييم الأداء وما أنجز في خلال هذه الفترة , ولأن أمر تعز يهمنا جميعاً فيهمنا أيضاً أن نقيم أداء المحافظ المسئول الأول فيها .
لنعود من البداية , من أول يوم لقرار التعيين , يومها شعر أغلبية أبناء المحافظة بفرحة لهذا القرار لما يعنيه أن يتولى قيادة المحافظة أحد أبرز الوجوه في المجموعة التجارية الأكثر نجاحاً في البلاد , قلنا سينعكس الأداء مباشرة على الواقع , وبدأنا بأول تصريح تداوله الناس وهو " ان شوقي سيحول تعز إلى دبي " قلنا هذا رجل إدارة ويجيد تحفيز الأفراد في منظمة العمل التي يقودها , تفاعلت الناس مع هذا التصريح , وكان يمكن للمحافظ أن يستغل الفرصة مباشرة , ويضرب الحديد وعاده حامي , ويصدر كم قرار بتغيير بعض القيادات التي أثبتت فسادها , فالأمور هنا لاتحتاج إلى تكتيك سياسي كما أشار عليه بعض جلسائه , قليل من العفوية والمباشرة , يعني خليك دُغري .
بعدها جاء الوعد بمشروع تحلية مياه المخا , وأعتقد أنه أيامها أعطى وعداً بسنة ونصف وسيكون المشروع في كل بيت يومها سافر المحافظ مع وزير المياه إلى السعودية لحشد الدعم وتوقيع العقد للبدء في المشروع , لكن المشروع طار مع الريح وقبل شهر ونصف تقريباً قرأنا مرة أخرى أن المحافظ سافر إلى بريطانيا لتوقيع عقد وحشد الدعم مرة أخرى .
ثم جاءت فكرة التعيين الوظيفي بحسب الكفاءات , وأكلنا وعوداً جديدة وهذه المرة كنت أنا شاهداً في ديوان المحافظ وهو يعطي وعوداً بأن يستكمل مشروع التعيينات في خلال مدة أقصاها نهاية فبراير الماضي , وبرضه المشروع طار مع الريح , وأكلنا مقلب جديد , ونحن ندافع عن شوقي ونقول حتماً سينجز , وطالبنا الجميع بأن يعطوا الفرصة من جديد .
ثم كانت النكبة الكبرى في مشروع شارك الذي انتظرناه كما انتظر أبناء الصحراء المطر , ولم يحقق المشروع ما كان مخططاً له أو ما كان يتوقعه الناس على الأقل .
بعدها أعلن عن بدء فعاليات تعز عاصمة للثقافة من بداية مارس , والآن نحن في أخر شهر مارس ولم نرى من تلك الوعود شيء .
أعلن أنه سيكون هناك قرارات مهمة قبل 11 فبراير , وبرضه طلع مافيش ولا شي .
أكتب هذا المقال وأنا أشعر بأن شيئاً ما سيتغير هذه المرة , وسأجد عقولاً تقرأه وتستوعبه من كل رجالات تعز وفي مقدمتهم رجالات المجموعة التجارية في بيت هائل , وأعلن مسبقاً ليس بيني والأخ المحافظ إلا كل احترام وتقدير , لكن تعز عندي أهم من علاقة الاحترام الذي بيننا , لا أبحث عن العثرات , لكن هذا واجب أخلاقي أن نقوله , لأن تعز تحتاج إلى قائد في هذه المرحلة , لأننا وبصراحة وأمانة إن فشلنا هذه المرة أو تقاعسنا فإن هناك من يحقد على تعز ويتحين الفرصة لينتقم منها , وطالما ونحن في هذا المربع فحتماً لن يكون هناك أكثر خسارة علينا من البقاء على هذه الحالة , وهذا التخاذل .
الأخ محافظ المحافظة , حفاظاً على الود والإحترام والتقدير الذي يكنه كثير من أبناء هذه المدينة لك ولأسرتك الكريمة , ولإيماننا أنك رجل ناجح في مجالك التجاري لكن قيادة المحافظة تحتاج إلى قائد يحمل أحلام الناس ويشاركهم بها , تحتاج إلى محافظ يدرك حجم التضحيات التي قدمتها هذه المحافظة ويسعى بكل جهده لأن يكون في حجم التضحيات , لأن الذين فقدوا ابنائهم واخوانهم في مسيرة التغيير وثورة الكرامة سيكون من الصعب أن نقنعهم بأن هذا كل الذي تغير في المحافظة بعد تلك التضحيات , ولذلك أوجهها نصيحة صريحة خالصة , قدم استقالتك وأخرج رافع الرأس , ونحن سنقدم لك الشكر والتقدير وستظل المحبة والإحترام كما كانت , وسيذكرك الناس كما ذكروا خالد الذكر فرج بن غانم , أو الرجل العظيم فيصل بن شملان , كنموذج للرجل الشهم والحر الذي عجز عن العمل في ظل وضع لا تعيش فيه القيادات المحترمة .
قدم استقالتك , وسنقدم لك وافر شكرنا لما قدمته للمحافظة من موقعك هذا أو من أي موقع أخر كنت مؤثراً فيه , والله من وراء القصد .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي