الطريق السالك

كتب
الاثنين ، ٢٥ مارس ٢٠١٣ الساعة ٠٣:٠٢ صباحاً

 

للحوار طريقان لا ثالث لهما ، الأول يتمثل في الحكمة والوسطية النبيلة، والعقل الراجح ، وهو طريق الصعود إلى المجد، من خلال استيعاب الضرورات الموضوعية، والسير على دربها السالك .. أما الطريق الثاني فيتمثل في الفخاخ القاتلة النابعة من أمزجة استيهامية متطرفة .. لا ترى أبعد من أنوفها ، ولا تعرف حكمة التاريخ والجغرافيا ، وتتقاطع سلباً عند تخوم شعاري الوحدة أو الموت .. الانفصال أو الموت. 

مطلقو هذه الشعارات يرتدون إلى مرابع الماضي ، معتقدين بأن التاريخ يعود للوراء ، وأنهم قادرون على برمجة المستقبل بعدسات مترعة بالغبار ، وأعين غير قادرة على مفارقة الرؤية المتضببة . هؤلاء لا مكان لهم في المستقبل ، حتى وإن حاولوا مغالبة الحقيقة وساروا في متاهات طالما أفضت بنا إلى المهالك . 

حضرت جلستي الافتتاح والأولى لمؤتمر الحوار الوطني ، وتداولت مع كثيرين في أروقته المتعددة ، وأيقنت حقاً أننا أمام عهد جديد يعبر فيه كل طيوف الألوان عن رؤاهم وهواجسهم وأحلامهم المشروعة ، ورأيت ذلك الحضور المبهج للنساء والشباب ، وراقبت عن كثب ذلك النضج الواعي لكوكبة كبيرة من المشاركين الذي يستدعون رؤاهم ومقارباتهم من عمق الذاكرة الوطنية ، وكأنهم ضمن جوقة كبيرة تعزف ذات اللحن التواق ليمن عصري حديث .. تسوده العدالة والمواطنة المتساوية وحكم القانون والنظام الاتحادي القادر على تأمين المستقبل الذي نستحقه بعد عناء ، نظام جديد نراه بعين اليقين، قادماً من أضابير الداكونة والعتمة القاهرة . 

[email protected] 

الحجر الصحفي في زمن الحوثي