القضية الجنوبية في ندوة الحوار

كتب
الخميس ، ١٤ مارس ٢٠١٣ الساعة ١٢:٢٣ صباحاً

بقلم: عبيد الحاج -

الحقيقة التي تأكدت في ندوة الحوار الوطني التي نظمتها صحيفة 26 سبتمبر (9 - 11) مارس الجاري، وأكد عليها المشاركون بوضوح تام، هي أن القضية الجنوبية تعتبر أم القضايا الوطنية المصيرية التي يجب أن يقف عندها مؤتمر الحوار الوطني وعلى أساس مناقشتها ومعالجتها يتوقف مستقبل اليمن بصورة عامة..!
الحقيقة الأخرى التي أكدها المشاركون في الندوة هي أننا إذا أردنا أن نتحدث عن القضية الجنوبية، فعلينا أن نمتلك الشجاعة الوطنية الحوارية بحيث نتناول أسباب وحيثيات ومعطيات هذه القضية وكذلك آفاقها المستقبلة بكل وضوح وبدون أية خطوط حمراء مثلها مثل المرض الخطير لا يمكن علاجه إلاَّ بمعرفته تماماً وتشخيصه بدقة متناهية..!
للأسف هذه الحقيقة تواجه حتى اليوم رفضاً مطلقاً من بعض القوى المتنفذة التي نهبت ودمرت الجنوب، ومزقت اليمن شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً..!
هذه القوى رغم الذي فعلته بالجنوب وما ارتكبت من جرائم بحق أبناء المحافظات الجنوبية بصورة خاصة واليمنيين بصورة عامة طيلة العقود الماضية.. ورغم ثورة الشباب والتغيير إلاَّ أنها لا تزال تعتبر الحديث عن القضية الجنوبية من المحرمات.. بالضبط مثلما تعتبر الحديث عن مظالم وجرائم تهامة وكل مناطق ومحافظات اليمن التي عانت الظلم والقهر والاستبداد من قبل هذه القوى المتنفذة.. من المحرمات أيضاً..!
هم لن يكتفوا، بعد كل هذه السنوات الطويلة، بالنهب والهيمنة والتحكم بمصير البلاد والعباد، لم يكتفوا بما وصلوا إليه من الثراء الفاحش والنفوذ الجنوني.. ولم يكتفوا بما أوصلوا إليه اليمن من الضعف والهوان والتمزق والانهيارات الدراماتيكية المخيفة على كل الأصعدة..!
لكن ليس علينا أن نلومهم هم فقط، ذلك أن الكارثة في أنهم لم يجدوا أحداً يقول لهم: كفى.. قفوا عن هذا العبث.. للأسف لا يزال الوعي الجمعي، وخصوصاً (الشمالي) يتمسح بمفردات وفروض الطاعة لهذه القوى..!
يا سادة: يكفي خنوعاً وخضوعاً للاستبداد والفساد، اتقو الله.. أمامكم فرصة تاريخية لإنقاذ أنفسكم ووطنكم من المصير المجهول.. وبدلاً من أن تشهروا سيوفكم وحربكم على الجنوب وأبنائه والحراك الجنوبي، عليكم أن تدعموا الجنوب والحراك الذي يتصدى لهذه القوى ويضغط باتجاه مشروع وطني كبير يقوم على الدولة المدنية المؤسساتية الحديثة، وعلى النظام والقانون والعدل والمساواة والحكم الرشيد..!
لا تظلوا- كما كنتم دائماً- في صف القوى المتنفذة المتخلفة التي تستخدمكم لضرب القوى المدنية.. وإياكم أن تستمروا أدوات مطيعة تستعمل وسيلة هدم بيد هذه القوى.. وتأكدوا إن القضاء على الحراك الجنوبي يعني استمرار هذه القوى في العبث باليمن كما فعلت طيلة العقود الماضية!!.
[email protected]

عن صحيفة الجمهورية 

الحجر الصحفي في زمن الحوثي