بقلم - هشام السامعي -
مالم يكن هناك توجه حقيقي ورغبة خالصة في حل القضية الجنوبية، فإن وطناً سيتشظى وسيعم الخراب فيه على الجميع, الناس تطالب بحقوقها, ومن الصعب أن تقنع الحراك الجنوبي بالكف عن رفع أي شعارٍ كان طالما وأراضي المحافظات الجنوبية لازالت منهوبة، وكثير من الموظفين مُبعدون عن وظائفهم, طالما وثقافة القوة والعنجهية لازالت هي تطل بأبشع صورها في مجتمع رضع المدنية وعاش في ظلها سنوات وعقوداً , من الصعب أن نأتي ونقول بأن الوحدة خط أحمر والناس في الجنوب ينظرون كل ذلك النهب الذي طال ممتلكات الجنوب والدولة تتجاهل كل هذا وتحث المواطنين على ضبط النفس.. القضية تحتاج إلى قرارات حقيقية وقوية, تحتاج إلى وعي مجتمعي ينحاز لمطالب الناس, تحتاج إلى عدالة في الحكم على مصير شعب عانى طويلاً من ويلات نظام طمس هويته ونهب ثرواته وسلمه لطهابيش الفيد والسلب والنهب يعيثون فيه ويجرعون الناس ويلات الحسرة والندم على أيام خلت كان فيها الجميع ينال أبسط حقوقه في ظل ما كان يشبه الدولة.
أرى في الأفق وطناً يتمزق, وسيظهر بيننا من يُلقن أجياله القادمة ثقافة الكراهية ضد بعضنا بعضاً ما لم يتم حل هذه القضية وإنصاف كل من طاله الظلم في هذه البلاد, ما لم تستعيد الناس حقوقها , لأن الظلم لا ينتج إلا متغطرسين جدداً.
لا أريد الإطالة, لأن القضية واضحة, ولا تحتاج إلى كلام كثير, اعيدوا للناس حقوقهم, واحترموا مطالب الناس, حتى نُجنب بلادنا ويلات الحروب الدائمة, غير كذا الحسوا مرافقكم لو بنلاقي بلاداً نعيش فيها إذا لم نتعامل بأخلاق مع قضايانا الوطنية.
