شُــــكــراً صــالــــح..

كتب
الثلاثاء ، ٠٥ مارس ٢٠١٣ الساعة ١٢:٥١ صباحاً

بقلم - منال الأديمي -

احتفلنا في الستين بسقوطه واحتفل هو في السبعين ببقائه غير أن الأمر الإيجابي في حفله وبعيداً عن وصاياه وتأثيراتها السحرية على خطوط الكهرباء وأنابيب النفط أننا كلما شغلتنا الحياة ومشاغلها عن مطلب محاكمة وإلغاء الحصانة عاد ليذكرنا بقبحه أنه مازال هنا فتصحو فينا الثورة من جديد بعد كبوات الساسة ويعود مطلب المحاكمة حاضرا ًوبقوة فــ (شكراً صالح).
في الاحتفال جمعت حشود الدفع المسبق وكالعادة أراد الزعيم أن يظهر بهيئة حمامة السلام فخاب مراده خصوصاً حين تذكر مرارة تخليه عن السلطة مجبراً لا بطلاً مجبراً بالإرادة الشعبية والثورية والضغوط الإقليمية والدولية خانته الكلمات والعبارات.. عض شفاهه حسرة على منجزه الأخير الذي لا يتوانى عن اختلاق المناسبة تلو الاخرى ليبكيه أمام مناصري (الرز والدجاج) تلعثم حتى تباكى زعيم مجزرة يوم الكرامة ضحايا الجنوب والمشارك هو فيها بطريقة او بأخرى.
تخبط فأخذ يروي أمجاد ومنجزات يزينها له شيطانه وقرناء السوء في المؤتمر ولو أنهم كانوا قرناء خير لتعمدوه بنصيحة أن يبقي ولو قليلا ًمن ماء وجهه.
أما بالنسبة للثورة والثائرين فما كان حفله الشاذ إلا زيادة في الزخم والغضب الثوري وإعادة مطلب المحاكمة ذاك المطلب الذي ترتعد له فرائص صالح فلا هو هانئ العيش في السبعين ولا هو يملك خيار المغادرة إذ إن كابوس الإمساك به يقض مضجعه.
حقيقة احتفالية السبعين وضعتنا امام تساؤلات عديدة محيرة وموجعة بالنسبة للثورة وللمبادرة ذاك الجنين المشوه الذي يزيد صالح تشويهه يوماً بعد يوم بسكرات الآفلين الاخيرة من جهة وبالنسبة للوضع عامة ففي الوقت الذي كان أفراد الامن المركزي ومعهم الهراوات ومختلف اسلحة القمع في استقبال مسيرة الحياة الثانية فيما لو فكروا مجرد التفكير في الاحتجاج لا الاعتصام في السبعين كان الامر ولا يزال مختلفاً مع صالح فالسبعين دوماً على أهبة الاستعداد والجاهزية القصوى ليمارس فيه الزعيم ما ينسيه ويخفف عنه أزمة ما بعد الخلع بل و توفر له كافة الاحتياطات الامنية من الامن المركزي (الُمهيكل) وهنا أضع عشرات الخطوط تحت هذه الكلمة.
منذ بدايات الثورة ووحده صالح من له حق دخول حرمة السبعين، مرت الايام وبدا فيما لو أن المبادرة صارت امراً واقعاً على الجميع إلا أن الأحداث تكشف لنا أن صالح هو الشخص الوحيد غير المعني ببنودها إلا فيما يتعلق بالحصانة من جرم سنوات حكمه.
مرت الايام وتوالت الاحداث وانتصارات الوهم ومازالت الثورة في الستين تماماً كما كان الأمر سابقاً أصبح لدينا رئيساً ولم يغادر صالح السبعين حتى في الاحتفالية الوحيدة التى كانت الظهور الأول والرسمي كرئيس كانت تنتظرنا فاجعة تفجير السبعين التي هزت البلد.
مرت الايام وتمر فلا نحن ذهبنا السبعين ولا الثورة برئيسها غادرت الستين، فهل مر الربيع حقاً من هنا.
إشكالية الاحتفال والحشود لم تتوقف على الثورة ومقارعة صالح لها بحشود الزيف والتضليل فقد ظهر شارع آخر في المشهد ايضاً وهو شارع الخمسين الذي يحتشد فيه الحوثيون وشارع الحراك وشارع الصامتين فلا يمر علينا اسبوع إلا ولدينا اكثر من احتفالية وحشد وكأننا أصبحنا فقط مواطنين للحشد والاحتشاد لا غير.
حتى الحشد الدولي والدعم للتسوية ممثلاً بمجلس الامن والخليجيين (الآباء الشرعيين ) للتسوية اكتفوا بتصريحات نحن مع أمن واستقرار اليمن ووحدته لكنهم في المقابل لم يستخدموا ثقلهم وضغطهم الأمثل لإظهار صحة تلك تلك التصريحات التي لا تعدو عن كونها دبلوماسية لا اكثر واكتفوا فقط بالتلويح بالعقوبات والتحذير من المصير المدمر لليمن لو لم يتفق الفرقاء.
كل ذلك يثبت لنا أن لابد من استمرارية الثورة لتحقيق أهداف الثورة التي من أجلها قضي الشهداء .. الثورة ماضية رغم كل المعرقلات والثوار لا يمكن ردعهم كونوا على ثقة ولنلتف جميعاً حول الوطن بعيداً عن العصبيات المقيتة.
للـــتنـدر:
من متناقضات الثورة الطريفة والعالقة بذهني وبقوة ومتى استحضرتها في ذاكرتي قهقتُ بشدة؛ مشاهدتي بلاطجة يحملون (صميل) مكتوب عليه: ســـــــلمــــــية.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي