تزايد القتل في تعز!!

كتب
الاثنين ، ٠٤ مارس ٢٠١٣ الساعة ٠٤:٢٣ صباحاً

 

بقلم/ خالد حسان

•تزايدت حوادث القتل في تعز خلال الفترة الأخيرة، فلا يكاد يمر يوم أو يومان إلا ونسمع عن حادثة قتل بسلاح ناري هنا وأخرى هناك، وأياً كانت أسباب القتل، سواء كانت عن طريق الخطأ أو بسبب خلافات شخصية أو أسرية أو حول أراض، إلا أن العنصر المشترك بينها هو استمرار ظاهرة حمل السلاح رغم كل ما قيل ويُقال عن تنفيذ حملات أمنية تستهدف القضاء على هذه الظاهرة وتعمل على تثبيت الأمن والاستقرار في المحافظة والمدينة بوجه خاص. 

• انتشار ظاهرة حمل السلاح هي واحدة من أسوأ الإفرازات السلبية للأحداث الأخيرة التي عاشتها بلادنا عام 2011م، وخاصة في تعز التي شهدت تزايداً لحمل السلاح بصورة فجة لم تكن معهودة من قبل، ولم تستطع الحملات الأمنية ـ التي يتم تنفيذها بين الحين والآخر ـ القضاء على هذه الظاهرة أو التخفيف من حدتها، وهو ما تؤكده كثرة حوادث القتل في الفترة الأخيرة، ولعل السبب الحقيقي لفشل هذه الحملات هو أنها لا تتمتع بصفة الاستمرارية ولا تظل بنفس الحماس الذي تبدأ به، الأمر الذي يجعل منها مجرد إجراءات وقتية لا يدوم مفعولها طويلاً، فمع مرور الأيام تبدأ هذه الإجراءات بالذبول إلى أن تنتهي وتموت لتعود الأمور إلى ما كانت عليه سابقاً وكأن شيئاً لم يكن. 

• كنا قد سمعنا أن حملة “شارك” التي دُشنت في أوائل يناير الماضي بتعز الهدف منها هو إعادة الاعتبار لتعز واستعادتها لوجهها الحضاري المدني، وأكد القائمون على الحملة أن لها أكثر من هدف ستشمل في مجملها إزالة كافة المظاهر السيئة التي تشوه وجه المدينة وتنال من مدنيتها بالتوازي مع إحياء القيم المدنية وترسيخها.. لكننا لا ندري أين اختفت هذه الحملة؟ فلم نسمع عنها سوى في جانب النظافة وإخلاء الشوارع من البسطات والعربيات (الباعة المفرشين)، أما بقية ما تهدف إليه من إزالة المظاهر السلبية كانتشار السلاح وتفاقم الاستخدامات الفوضوية والعشوائية للشوارع فلم نسمع عنها شيئاً، حيث يبدو وكأن الحملة اكتفت بأعمال النظافة وإن كانت النظافة لم تستمر سوى يوم أو بضعة أيام وكذلك الحال مع البسطات، ومن يقوم بجولة في شوارع المدينة سيجد القمائم متناثرة هنا وهناك والبسطات عادت مجدداً لتفرض سطوتها على الشوارع. 

• المصيبة أن مسئولينا يكذبون علينا بقولهم إننا فعلاً نحقق نتائج إيجابية ونحصد نجاحات أمنية ويريدون منا أن نصدقهم، في الوقت الذي لا نلمس فيه أية آثار إيجابية لهذه النجاحات، وكان الأولى بهم أن لا «يشطحوا» كثيراً في الحديث عن نجاحات أمنية وهمية، لأن لا أحد سيصدق ذلك وهو يري ويعايش واقعاً مغايراً لما يُقال أنه تحقق من نجاحات أمنية، خاصة وأن السبب الرئيسي لما تعيشه البلاد من اختلالات هو السلاح الذي لا يزال منتشراً ومتفشياً بشكل كبير جداً بين أغلبية أفراد المجتمع على اختلاف فئاتهم العمرية ولا تزال المدن فضلاً عن الأرياف تعج بمختلف أنواع الأسلحة، ربما مثل هذا الكلام سيكون قابلاً للتصديق لو أننا شعرنا فعلاً بإجراءات جادة للقضاء على ظاهرة حمل السلاح، وتم تطبيق القانون على الجميع دون استثناء، أما الادعاء بالقضاء على هذه الظاهرة رغم بقاء كل المسببات الرئيسية لانتشارها فهذا ما لا يصدقه عقل. 

• إن الحد من مثل هذه الحوادث لا يمكن أن يتم دون اتخاذ إجراءات فورية حازمة والضرب بيد من حديد للقضاء على ظاهرة حمل السلاح، وهو أمر يتطلب أولاً وجود دولة قوية قادرة على بسط نفوذها وتوفير الأمن والاستقرار وتحقيق العدل، أما في ظل ضعف الدولة وغياب الأمن والعدالة فإن الناس يجدون مبرراً لحمل السلاح لحماية أنفسهم وبيوتهم وممتلكاتهم، وأيضاً لا بد من أن تترافق هذه الإجراءات الأمنية مع توعية بمخاطر حمل السلاح وآثاره الكارثية المدمرة على الفرد والمجتمع.. ما نتمناه هو أن نلمس إجراءات جادة للقضاء على هذه الظاهرة السيئة في تعز حتى لا تتحول المحافظة من عاصمة للثقافة إلى عاصمة للسلاح وحوادث القتل. 

 

[email protected]

الحجر الصحفي في زمن الحوثي