قبل خراب مالطا

كتب
الجمعة ، ٠١ مارس ٢٠١٣ الساعة ٠٣:٤٧ صباحاً

 

بقلم / أحمد المقرمي

الممارسات الحمقى والتصرفات النزقة التي يمارسها الحراك الانفصالي المسلح والتي أسرف فيها في استخدام العنف والسعي لإثارة الفوضى لن تصل إلى تحقيق أهدافها باستفزاز الإصلاح وجره إلى المستنقع الذي يخطط له الموتورون في الداخل والخارج ويسخرون لمخططاتهم المتعيشون أو من في قلبه مرض, وهؤلاء إنما يستهدفون في الأول والأخير اليمن ككل.

سيتغاضى الإصلاحيون إلى حد التغابي عن هذا السفه الذي يجري لأن الكبار من طبعهم ألا يلتفتوا إلى بذاءات القول أو فساد الأفعال ناهيك عن أن يقبلوا الإنحدار الى مستوى تلك الممارسات الهابطة.

لا بد أن يستفيد الجميع من كل أخطاء الماضي وأن يقوم الجميع بتقييم كل التجارب السابقة سواء التي خاضها هذا الطرف أو ذاك وأن يستفيد بعد هذا التقييم الذي يفترض أنه قد تم، سواء من تجاربه أو من تجارب غيره.

 إن التنظير وحده لا يكفي، بل يصبح آفة تصم صاحبه بأنه من الذين يقولون مالا يفعلون، والأسوأ من ذلك عندما يفترض المنظرون لأنفسهم دور القضاة فيذهبون لإصدار الأحكام فيصمون هذا ويتهمون ذاك.

ولو وقفت فيما يطرحون لوجدت أنهم إنما يعيشون حالة إسقاط لما يعيشونه ويمارسونه، لكنهم بدلا من التخلص مما يعانون منه يرمونه على غيرهم.

لقد عايش اليمنيون تجارب عدة, وكان منها تجارب مريرة لم تخدم أيا من أطرافها, حتى ولو بدا أنها -لوقت قصير- تخدم هذا الطرف, لكن الأيام تثبت سريعا أنها أضرت بالجميع بلا استثناء وأضرت بالوطن حاضره ومستقبله, ثم تتداعى للتعافي والتعاون والتصالح والتسامح ونبذ الخلاف والشقاق، لأن ما جنيناه سويا كان علقما، وما حصده الوطن من نتائج كان مرا.

وثمة اليوم من يرتهن لرؤى ضيقة وينساق خلف مخططات عدائية خارجية ليكرر تجارب أثبتت فشلها وسنصل جميعا ولكن بعد خراب مالطا -كما يقال- إلى نفس النتائج المرة لنتداعى بعدها من جديد إلى تصالح وتسامح.. فهلا كان هذا اليوم قبل الغد..!؟

الحجر الصحفي في زمن الحوثي