الوحدة لونها أحمر..!

كتب
الاربعاء ، ٢٨ مارس ٢٠١٢ الساعة ٠٣:٢١ صباحاً
بقلم /عبيد الحاج
بقلم /عبيد الحاج
لا أدري حقيقة لماذا، أحياناً، تترنح القيم - حتى السامية والنبيلة – سكرى نائمة في أعماق الوجدان تحت تأثير شيء ما يستعصي على التفسير..؟! تريد أن تستيقظ.. تتحرك.. تثور.. تزعزع رواسخ السكون.. وعبثاً تفعل..!! لندع هذا جانباً.. ونختصر القول: إن الخاصية المروّعة في الوطنية – كقيمة إنسانية شمولية - سواء كانت الوطنية الوحدوية أو القومية أو الأممية.. هي أن وجودها الروحي والعاطفي أقوى من وجودها المادي والعملي..! وبذلك اختل توازنها، وتتعرض لهزات عنيفة تفقدها الثبات أو الرسوخ وتعيقها عن الديمومة والاستمرارية..! ثم دعونا نستطرد: إن الوطنية التي ينمو جانبها العاطفي على حساب الجانب المادي هي أشبه ما يكون بسفينة فقدت توازنها واختلت بوصلتها، وأصبحت تتدحرج متأرجحة إلى المجهول..! ودعونا نضيف: ليس ثمة ما هو أخطر من أن نمخر عباب الأمواج المتلاطمة، بسفينة اختل توازنها وضاعت رؤيتها واختفى أفقها ومسارها وسط العواصف العاتية وتقلبات الصراع العنيف لتسونامي المد والجزر. وليس ثمة ما هو أغبى من الغباء نفسه ألا نتصور هذه السفينة – في حالٍ كهذه - إلاّ مندفعة دون كابح إلى أتون المجهول..! وسيقول قائل: الوطنية لا تيأس..! وهذا كلام كبير مفعم بالإرادة الصلبة والثقة، والطموح.. ويعني أول ما يعني: أن الوطنية ليست “حزمة” مشاعر عاطفية نائمة.. أو قوالب روحية جامدة.. أو طوباوية غيبية، بل إنها غير ذلك وأكبر من ذلك.. فهي وجود مادي حي وشمولي بعلاقاته وتكويناته الترابطية، وبديناميكيته وجدليته.! فالطابع الجدلي للوطنية الوحدوية، يجسد التنوع والاختلاف.. وفي جوهر ذلك يمثل التوازن أساس هذه الجدلية وديالكتيك تعددها واختلافها.. وتماسكها وثباتها..! هي إذاً – أي الوطنية الوحدوية - المعادلة الصعبة والتوازن الدقيق الحساس..! وحل المعادلة بين القول والفعل.. وبين الشعارات والممارسات وبين الروحي والمادي.. هذا الحل يعيد التوازن لسفينتنا التي نطوي بها مراحل المسافات الطويلة نحو تخوم المستقبل..! ** وقفات..! كم مرات في اليوم نسمع كلمة “الوحدة”، تتردد على ألسنة البعض وتلوكها أفواههم، كما تلوك غصون القات..! ولكن.. هل نرى في اليوم نفسه عملاً وحدوياً حقيقياً لهؤلاء البعض..؟! “الوحدوية” ليست طقطقات كلامية، لعواطف خاملة سلبية، بل هي ثورة على النفس، وهي تحطيم حقيقي لقيود القبلية والمشيخية التقليدية والمناطقية والحزبية الصدئة..! وهي أولاً وأخيراً خروج شجاع من دوائر الصمت والريبة إلى الكلام والكتابة بصوت عالٍ لقول الحقيقة وليس كما يفكر الطامعون بالأرض والثروة..! ونظرتهم الجيوسياسية.. ولن ننعم بالاستقرار مادام بيننا من ينظر إلى الوحدة على أنها أرض وثروة وفيد فقط..!
الحجر الصحفي في زمن الحوثي