أمريكا وحليفها صالح

كتب
الخميس ، ٢٨ فبراير ٢٠١٣ الساعة ٠٤:٣٤ صباحاً

 

الإدارات الأمريكية المتعاقبة، والمنتمون لليمين المحافظ على وجه الخصوص، ظلوا ينظرون للرئيس السابق علي عبدالله صالح باعتباره الإبن المُدلل، بالرغم من مغامراته وتجاوزاته النزقة لِلُعبة الكِبار، فقد لاحظت الإدارة الأمريكية، وبكل دقة.. لاحظتْ صفقة الأسلحة البحرية الصينية التي قام بها “الحليف الوفي صالح” بعيد حرب الوحدة والانفصال الظالمة في 1994م، كما لاحظت انخراطه في تجارة السلاح مع ورثة الاتحاد السوفيتي عن طريق تُجار السلاح المُجازين من قِبَله، وتتبَّعتْ اللعبة الخطيرة التي كان يديرها مع الجماعات “الجهادية” تحت مبررات مختلفة، لكن أخطر ما بدا جلياً أمام البيت الأبيض تمثَّل في انخراط “الحليف صالح” في لعبة القرصنة البحرية الخطرة التي شملت البحر الأحمر، وخليج عدن، وبحر العرب، والمحيط الهندي، والتي لعب فيها صالح دوراً مزدوجاً، فمن جهة ظلَّ يُنبه لخطر القرصنة، وبالمقابل كان يضخها بالسلاح من خلال تجار السلاح المعتمدين من قِبَله في طول وعرض الساحة اليمنية.  

تلك اللعبة بالذات شكَّلت محطة قلق بالغ للولايات المتحدة ودول الجوار الإقليمي، لكن معادلة العلاقة ظلت في نطاقها المُخاتل، إلى أن جاء الربيع العربي في موديله اليماني، وبدت سوءَةُ النظام أمام الهلأ والملأ، وتهاوت عروشه الخشبية بفعل قبضة الجماهير اليمنية وقوتها المعنوية الهائلة، فما كان من أمريكا إلا أن تدير ظهرها للنظام. هذه المرة من خلال دعمها الناجز للمبادرة الخليجية التي توفَّرت لها كامل الأسباب الإقليمية والدولية لتكون خارطة طريق نحو المستقبل، وللحديث تتمة أخيرة. 

 

 [email protected] 

الحجر الصحفي في زمن الحوثي