كشفنا الرووس وعليكم بالبقية!

كتب
الجمعة ، ٢٢ فبراير ٢٠١٣ الساعة ٠٢:٤١ صباحاً

بقلم: منال الأديمي 

كشف مجلس الأمن في جلسته مؤخراً والخاصة بالشأن اليمني عما لم يكن خافياً عن كل اليمنيين ولاسيما الثورة وشبابها والمحكومين بالوفاق أيضاً أن العليين هما من يعرقلان سير التسوية واستقرار البلد، وهي المرة الأولى التي تشير فيها جهة خارجية كمجلس الأمن بأصابع الاتهام الصريح والمباشر (للعليين).

أعلنها المجلس أخيراً، وإن كان في الأمر لازال شيء من الدبلوماسية، إذ لم يكن هناك أية عقوبات ضد معرقلي التسوية ترافق ذاك الاتهام، ومازال التلويح بها وللأسف مستمراً، وكأن لسان حال مجلس الأمن مخاطباً اليمنيين والثورة يقول: ها نحن كشفنا لكم الرؤوس وعليكم بالبقية..فهل نحن اليوم كثورة وشعب بحاجة إلى ذاك الكشف الدبلوماسي لنعرف حقاً أعداء الوطن؟ وهل التدخل الخارجي الآن كافياً ليكشف لنا لجة الوضع المقبلين عليه في حال استمررنا بنهج سياسة الصمت والتخاذل عن جرائم الوفاق والفاسدين ومعرقلي مسيرة الحياة في هذا البلد.

حقيقة أرى الأمر اليوم بات بيد كل مواطن يؤمن بحقه في عيش حياة حرة وكريمة، ولا يكتفي فقط بمشاهدتهم يقتسمون مستقبله كما فعلوا بماضيه؛ فالأمر بعد ثورة فبراير لم يعد مقصوراً على الساسة الذين تعنيهم المبادرة وبنودها فقط ولا يكترثون للمواطن البسيط وما آلت إليه حياته بسبب استمرار تسويقهم الفساد وتدوير الفاسدين بحجة أخرى يحلو لهم تسميتها (محاصصة).

إن كل ثائر تشرب أهداف الثورة وتلقنها جيداً في دروس وبطولات شهدائنا وجرحانا وتضحيات معتقليّ التغيير تقع على عاتقه مسؤولية وأمانة كشف كل أغطية الفساد ورفض الفاسدين في كل مكان، فلا يمكن لحر ثائر أن يكون يوماً غطاء للفساد ولو كان تحت أيّ من المسميات القبلية والمذهبية والحزبية والمناطقية.

ليكن شعارنا جميعاً اليوم في درء الفساد ومحاربة مناصفتهم ووفاقهم على حساب مصلحة الوطن والمواطن بـــ (اللهم ألف بين قلوبنا) لنقف بقوة وبوحدة هم ومصير أمام كل ما من شأنه التخريب والعبث بوطن، وأتته الثورة بآخر فرص النجاة والوصول إلى بر أمان، فإما أن نقف لهم بقوة وبحذر لننجو ونصل جميعاً إلى بر وطن يتسع للجميع، وحذاري ثم حذاري من الالتفاف مجدداً حول من كانوا سبباً فيما نحن فيه، وإن جاءونا بوجوه خلاص زائفة «فتجربة المجرب خطأ مرتين» كما يقولون.
إن من يقفون اليوم وللأسف مناصرون لحلفاء المصلحة في الأمس فرقاء القسمة اليوم من زعامات معظمها وللأسف أياديها ملطخة بدماء هذا الشعب، يخونون العهد وتضحيات شهداء ثوراتنا سبتمبر وأكتوبر وانتهاءً بفبراير، وهم وللأسف يصنعون توابيت المستقبل لهم ولمن سيأتي بعدهم.. أيها الثائرون إن توافق الساسة على المحاصصة والمناصفة لا يعني أبداً أن نسلم نحن بالأمر ونقبل بالفاسدين واللصوص مجدداً يتملكون زمام أمورنا، وكأن ليس في هذا البلد وجوهاً جديدة نظيفة من رجز الفساد والعمالة والمصلحة لتقدمها تلك الأحزاب الملزمة بالوفاق الذي أصبح يطغى عليه اليوم (الخُبرة) ومصالحهم بعيداً عن الخِبرة والكفاءة.

فوفاقكم أيها الساسة لا ينبغي أبداً أن يكون مخالفاً لإرادة وتطلعات الشعب، ولا يعني أن يستقوي الفساد واللصوص على إرادة الثورة والتغيير بمبادرة كما نصت على الوفاق حذرت أيضا من أن يأتي مخالفاً للشرائع الدولية وقوانين حماية الإنسان وجاءت مقرونة وفق مقتضيات الحكم الرشيد.

أخيراً.. إلى كل الأحرار الباحثين عن وطن يستحقهم ويستحقونه: دعوا عنكم الصمت والتخاذل، ولنسقطهم حيث ما جاء بهم الوفاق بعيداً عن مصلحة الوطن وأهداف الثورة فما ضاع حقٌ وراءه مطالب.
وما نيلُ المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
دُمتم أحرارا ً

الحجر الصحفي في زمن الحوثي