ومــــازال الســـقوط مســــــــتمراً!!

كتب
الثلاثاء ، ١٩ فبراير ٢٠١٣ الساعة ٠١:٥٥ صباحاً

بقلم: منال الأديمي _

شهد العالم العربي في مطلع العام الماضي ثورات شعبية أسقطت أنظمة حكم شمولية دكتاتورية في المنطقة أنظمة تجاوزت أعمارها الأربعة عقود وأكثر وجرى تسمية ما حدث حينها من ثورات بالربيع العربي، غير أن مجريات الأحداث في دول الثورات تشير إلى أن الشعوب مازالت تعيش خريفاً طويلاً وقاسياً سيمهد لربيع قادم ربيع الديمقراطية والشفافية والعدالة والمساواة، لذا فإن المنطقة لابد ستشهد مخاضاً عسيراً لولادة هذا الربيع الذي طال انتظاره ،خصوصاً وأن القادمين للحكم اليوم وعلى الرغم من أنهم قادمون من رحم الثورة يبدون كما لو انهم يمهدون لدكتاتوريات جديدة ،أضف إلى ذلك سير وخطط الثورات المضادة في البلدان المنتفضة والتي تعمل على قدم وساق فتعرقل عمل تلك الحكومات وكأن لسان حالنا يقول إننا شعوب لا يليق بها إلا الاستبداد ،فهل تنجح الشعوب العربية المنتفضة في تجاوز هذه المؤامرات والتفاهم بعيداً عن لغة الإقصاء والتخويف والعنف وعُقد الأنظمة المتهاوية؟ .

يبدو جلياً اليوم أن الشعوب المنتفضة متباينة الوعي والتفاعل مع مستجدات المرحلة بما فيها المعارضة وما الفوضى السياسية في مصر وتونس اليوم إلا نتيجة استكانة المواطن العربي في بيات طويل مع الظلم والاستبداد وخروجه الآن فجأة من كهوف الظلم والاستعباد لممارسة الديمقراطية وتذوق الحرية بنهم دون وعي وخبرة مسبقة وبتسيير معارضة مميعة أنتجتها أنظمة استبدادية كانت في الأساس تفاجأت بثورة الشعوب مثلها مثل الأنظمة ولكنها وبعد المفاجأة حاولت ركوب أمواج الثورة أملاً في تصدر المشهد السياسي دون خبرة حالها كحال الشعوب وحين لم يتحقق حلمها في الوصول للسلطة عادت الى التحالف مع طغاة الأمس وباتت أيادي الخارج والداخل الطامع والفوضى التي تعيق سير و عمل حكومات منتخبة جاءت من رحم الثورة والميدان ،لذا فإن التخبط والفوضى هناك هو سقوط للمعارضة وللأسف بتحالف لا وطني مع الماضي في الداخل والخارج و المتربصان بمكر لحظة العودة .

سوريا لا تزال الدماء هناك تتدفق وبغزارة وإجرام ويسقط العالم أجمع أمام ما يجري هناك من قتل وتدمير ويكون السقوط العربي والإسلامي اللاأخلاقي تجاه ما يحدث هناك هو الأكثر إيلاماً وقسوة وعاراً ،وآخر سقوطهم كان مخرجات القمة الإسلامية المخزية في مصر .. يقترب الخريف من بغداد اليوم ليسقط إيوان المالكي وكل أوراق الطائفية المذهبية هناك ويعود لبغداد ربيعها المسلوب .
في خريفنا اليمني كان آخر سقوط اختيار يوم مجزرة الكرامة كيوم لبدء الحوار الوطني، وذاك الاختيار لم يكن اعتباطاً ومحض صدفة كما هو حال التعامل مع واقعة الاعتداء على الجرحى المضربين عن الطعام وعلى رأسهم نائب البرلمان حاشد وتجاهل حادثة إحراق الشاب منيف الزبيري المتضامن مع الجرحى لنفسه وبشكل بشع واغتيالات محاميّ جمعة الكرامة وإمعاناً في السقوط والتجاهل تعيين أحد المتهمين بمجزرة يوم الكرامة بمنصب ،وللأسف يستمر سقوطنا على كل المستويات إعلامياً وسياسياً ثوريا ً بل وحتى إنسانياً وآخرالسقوط في الشأن اليمني كان دولياً باعتراض روسي.
حقيقة ما استعجلناه وظنناه ربيعاً لم يكن كذلك ،فمازالوا يتساقطون ... كما يسقط الخريف أوراق الأشجار اليابسة ومازال الطريق وعراً حتى نصل إلى حقيقة الربيع الذي لم يألفه العرب مطلقاً ولم يعتادوه ،وللأسف لم يسقط الخريف العربي حكاماً طغاة فقط بل أسقط معهم أقنعة و وجوهاً كثيرة حقوقيين , ثواراً , كُتاباً , نشطاء , معارضة , مطبلين , منظمات ومؤسسات على المستويين الإقليمي والدولي ومازال السقوط مستمراً .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي