فرصة الكينونة والعدم

كتب
السبت ، ١٦ فبراير ٢٠١٣ الساعة ٠٣:٤٨ صباحاً

 

المشكلة لدى العرب أن كل جهة وكل واحد لا تعجبه إلا نفسه وبدلاً من تكاتف الجهود من أجل إنقاذ الوطن بتعاون الجميع لغرس قيم سياسية واجتماعية جديدة ..تتجه الجهود إلى الصراع مع الآخر وتهشيمه وإزاحته وننسى أن هذا التفريط بالمنجزات الوطنية وهذا التهشيم للقوى الفاعلة وهذا التناطح والاستعداء تدمر اليمن بمافيه .. الظرف التاريخي غير المسبوق ينتظر نفوساً على قدر التحول التاريخي ويحتاج إلى إيمان عميق بالوطن عن طريق الإيمان بالآخر والبعد عن التخوين والإقصاء والاستحواذ والوهم وافتراض السوء بالآخر وإلا فإننا ببساطة سنعيد إنتاج الاستبداد وستضيع أعظم فرصة لترسيخ حق الشعب وتحصين المجتمع وتقويته. 

كل الموجودين في المشهد السياسي الذين شاركوا في الثورات هم من خيرة نخب الشعوب العربية سواء في الحكم أو المعارضة، فإذا لم يقدموا نموذجاً في التعايش وبناء أسس سليمة للدولة وإنقاذ أوطانهم بعيداً عن أصوات الطيش والمراهقة فعلى الدنيا وعليهم السلام. 

من المهم أن نعرف أن الوضع الحالي ليس صنيعة الموجودين في المشهد السياسي بل هو تراكم الماضي ومهمة الحاضرين أن يعملوا بأسرع ما يمكن بالتعاون على بناء قاعدة للحاضر والمستقبل تتلافى كل أخطاءوخطايا الماضي وتزرع أسساً سليمة لبناء الدولة ،أما إذا اعتبرنا أن عملنا الأساسي هو كيف أزيد عليك وازايد وكيف ( احكول لك) واستحوذ على الأحمر، فإن البيضة ستنكسر ولن يبقى لأحد لا أحمر ولا أبيض . 

 نعم إذا ذهبنا نعمل في المزايدات والمكايدات بعيداً عن المصلحة العليا للوطن وأخذنا نصغي إلى الأصوات المراهقة والعدمية تبعاً لذلك فإننا نحفر قبورنا بأيدينا وسنعيد إنتاج الماضي باسوأ صورة ونكون عندها لا نستحق حرية ولا كرامة ولا ربيعاً ولا صيفاً ولا بطيخاً.. لدينا فرصة (دهرية) في أن نبني وطناً جميلاً وقوياً فرصة تفتح أمامنا إما نكون معاً أو لا نكون معاً ولن يكون بعدها أحد وهذا ما يجب أن يفهمه المعنيون بالحوار الوطني قبل فوات الأوان. 

 
الحجر الصحفي في زمن الحوثي