11فبراير.. ميلاد وطن

كتب
الثلاثاء ، ١٢ فبراير ٢٠١٣ الساعة ٠٣:٣٧ صباحاً

 

سلام عليك يوم ولدت ويوم أتيت وحين تعود فينا، كم أنت عظيم يا11فبراير، فقد أتيت بجيل شبابي انبعث كالعنقاء وسط جبال من القهر ومتتاليات من الظلم، وبحار من الفساد كنتائج كارثية لحكم صالح وعائلته منذ عقود واستخدم في ذلك جنرالات الفساد وسياط المتنفذين، 11فبراير لا ولن أنساك أيها اليوم الأغر فقد كنت لليمن كيوم عرفة وأكثر، لقد جاءت أنوار صباحك الجميل حاملة بشارة الخير والسعد القادم لليمن الجديد شمالاً وجنوباً، أرضاً وإنساناً، وأعلن صباحك البهي ولادة يمن الحرية والعدالة والمساواة، يمن بين جنباته كل ألوان الحرية وأشواق التغيير، فأهلاً وسهلاً بك في يمن لكل أبنائه وأجياله القادمة، لا كما أراده النظام السابق، أراد اليمن تركة يتوارثها الأبناء والأقارب والورثة، الحادي عشر من فبراير يوم ليس ككل الأيام، فأنت قدر الله لهذا الشعب، فقد بعثت فينا لتخلصنا من عبادة صالح وعائلته إلى التعبد في محراب الوطن الذي يبقى ويفنى غاصبيه، فعفواً يا وطني تطاول عليك الأقزام، وعاثوا فيك الفساد والدمار وصرخت في الملأ :يا أبنائي وأجيال الغد لقد ظهر الفساد في البر والبحر، وحينها كان الصمم حالة كثيرين منا، فبعث ربي فينا11فبراير رسولاً للتحرر والتخلص من كل أمراضنا التي أبقت الجميع في غرفة العناية المركزة لا أحياء ولا أموات بل للموت كنا أقرب وأشد، فعفواً يا وطني وعذراً فها نحن قد أتينا من بعد 11فبراير لنكفر عن سيأتنا، وسوأتنا أتينا أمواج بشرية ضخمة نبايعك أن لا يعود المستبدون والظلمة مرة أخرى، أتينا كطوفان بشري أغرق الطغاة والمستبدين ولازال هذا الطوفان قائم لمن تسول له نفسه تكرار الماضي وعلى القادمين أن يعو الدرس ويستوعبوه، وعذراً يا وطني إن أتينا متأخرين فإن نأتي متأخرين خير من أن لا نأتي أبداً . 

11فبراير عنوان اليمن القادم وحق لكل ثائر خرج فيه ومن بعده أن يفتخر ويرفع رأسه بما قدم، لأن النظام العائلي تفرعن بعد 11فبرائر مالم يتفرعنه من قبل ،وببساطة فقد أدرك صالح وعائلته ماذا بعد 11فبراير وأدرك بأن جيلاً أتى لا يرحم من خان الأوطان، وبأن هذا الجيل سيقذف به إلى مزبلة التاريخ دونما هوادة، لذا ذهب النظام يمعن في آلة القتل كي تخفف مصابه الجلل، وزاد من حدة القتل ببشاعة قاسية لم يعهدها أبناء اليمن منذ زمن عتيق، فذهب خيرة شباب اليمن وأفضلهم فداء للوطن الغالي وهأنا أنظر إليهم وأراهم أحياء عند ربهم يرزقون (السلام عليكم أهل ديار مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم للاحقون نسأل الله لنا ولكم العافية). 

عهداً لكم أيها الشهداء وأنتم في الذكرى الثانية لثورتكم العظيمة أننا سنظل أوفياء لتلك الأهداف التي خرجتم من أجلها، وعهداً لكم بأننا لن نكون كآبائنا وسادتنا وكبرائنا الذين أضلوا السبيل ولم يحافظوا على ثورتي سبتمبر وأكتوبر وتحقيق أهدافهما فخانوا دماء الآباء والأجداد الذين ناضلوا ضد حكم العائلة والاستبداد اللذين لازالوا حتى اللحظة. 

وختاماً أيها اليوم العملاق العظيم لقد عدت ومازلنا في الشوط الأول من معركتنا ضد النظام الأسري الغاشم، ولا ضير أو ضيق في ذلك، لأن المشوار طويل ونيرون العصر يواصل العبث بمصير العباد والبلاد، فإنا لنا موعداً آخر للاحتفاء بك كما يليق في أعوام قادمة وأول ما يمكن الوفاء لك هو الهبة الشعبية المأمولة لإنجاح مؤتمر الحوار الوطني القادم لننتصر لدماء الشهداء، والانتقال إلى بقية الأهداف .

 
الحجر الصحفي في زمن الحوثي