ضد فرضية البحث عن هوية لـ تعز ..!!

كتب
الجمعة ، ٠٨ فبراير ٢٠١٣ الساعة ٠٢:٣٧ صباحاً

بقلم: هشام السامعي -

هناك نبرة انتقاد عالية ضد كل ما يحمل أي مدلول عن قضية رئيسية حاضرة في الحياة العامة في اليمن ،هي قضية تعز كمسمى لا يحمل فكرة الهوية أو المناطقية بقدر ما يحمل فكرة المشروع المدني الذي تناضل من أجله تعز منذ ظهور الحركة الوطنية منتصف أربعينيات القرن الماضي , وبرغم حساسية المسمى ومحاولة البعض قذفه بتهمة المناطقية واختلاق مشكلة جديدة إلا أن القضية تظل حاضرة رغماً عن كل محاولات الطمس والإلغاء .. وببساطة نحن لا نطالب بقضية مناطقية فـ تعز منذ أكثر من ستين عاماً وهي تناضل من أجل قضية وطنية شاملة لا تقتصر على تعز بكونها محافظة منفردة بنسيج اجتماعي حاضن لفكرة الدولة المدنية , هذا إذا ما أخذنا في الحسبان نظرة بعض رجالاتها إلى قضية حاضرة وهي تغييب تعز عن المشروع الوطني ومشروع الدولة المدنية، هروباً من استحقاق ستفرضه عليهم هذه التحولات التي تمثلها تعز كحاضن شرعي للمدنية .

نحن لا نبحث عن هوية عنوانها تعز , ولا عن مصالح مرتبطة أولاً بـ تعز , بل نريد مواطنة متساوية للجميع , وطالما وقد جربنا مشاريع الأسرية والسلالية والقبيلة وكلها منحت البلاد مزيداً من البؤس والدمار ، فيجب علينا أن نهتم الآن بمشروعنا المدني , وبحكم أن تعز تمتلك هذا المشروع ، فنحن نعيد تصدير فكرة المدنية من إطار جغرافي ونسيج ثقافي منتج لهذا المشروع ويمثل أرضية مناسبة لظهوره , فكيف نكون بذلك مناطقيين عندما نبحث لـ تعز عن دور ريادي حاضن للدولة المدنية ؟.

إلى أبناء تعز : من حقكم أن تطالبوا بحضور مشروعكم المدني تحت أي مسمى وتحت أي شعار جمعي وطني وحدوي , ولا ترهبكم أي محاولة لتشويه مشروعكم أو قمعه بتهمة المناطقية , لأنكم لم تكونوا قط مشروعاً مناطقياً منذ أنجبت هذه المدينة كل رجالات تعز , وعليكم أن تعلموا أن عبدالرقيب عبدالوهاب أثبت وفاءه وإخلاصه في الدفاع عن صنعاء , وأن النعمان الأب تربى وتعلم أبجديات العمل الثوري في عدن , وستجدون آثاراً لأبناء تعز وبصمات لازالت حاضرة في كل مدينة من مدن اليمن , لأنكم أصحاب المشروع الوطني وحاملو مشروع الدولة المدنية , ولذلك سيتهمونكم بكل التهم ليخرسوا صوتكم مرة أخرى , وعلينا جميعاً أن ندرك أن مهمتنا هي مواصلة هذا المسار الثوري في اتجاه المستقبل الآمن , وفاءً لأنفسنا ولرجالاتنا الذين أفنوا عمرهم قبلنا من أجل وطن يتساوى فيه الجميع , ومن أجل جيل يأتي بعدنا نحن ملزمون بضرورة أن نوفر لهم الأساس لحياة محترمة وآمنة .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي