أصواتنا ليست على هواهم

كتب
الجمعة ، ٠٨ فبراير ٢٠١٣ الساعة ٠٣:٠٦ صباحاً

بقلم: رشيدة الزيادي -

أرواحكم تلفني.. تأسرني.. تتبع خطواتي..!

تقتلني حينما تنادي ولدي مريض لا يجد دواء..

اخرجوا زوجتي من المنزل لأنها لا تمتلك حق الإيجار...

تعبت روحي في مرادكم حينما أبصرت النكران لكم في أعينهم..

- زينب يا من هززتي العالم بصورتك وأنت تتلوين من الألم.. وكم أبكيتي من شنب حتى الصغار أُشعثت رؤوسهم وأصفرت وجوههم من هول ما جرى؛ اليوم أين أنتِ؟ تأنين وحيدة في غرفه مظلمة رغم شهرتك آنذاك لو قيل لي في ذلك اليوم أنه سيدور عليها العام وهي هنا وحيدة يتخبطها الألم ورجلها مهدده بالعطب كنت سأقول أضغاث أحلام..!

والآن تتوجعين من الحقيقة ومن تساقط الأقنعة أكثر من ألم جسدك.

- سلاماً عليك يا وسيم يا من لف جدار الصمت عن اسمك حتى لم يعد يجدي ولو أجتمع أطباء العالم لعلاجك وسافرت روحك الى بارئها.

- سلاماً لروحك يا مهيب يا من أزهقت أنفاسك على عتبات الانتظار.

- سلاماً لأرواح الجرحى اللذين على الطريق سائرون تحت سمع وبصر كل من ثار معهم ضد الظلم ثم تركوهم في المنتصف ومضوا سائرين.

- عذراً.. ليس لي وسيلة غير قطعة ورقية بيدي وبعض لفحات الشمس المحرقة علها تريح قلبا يئن من ألم المنافقين.

- عذراً.. فلا أملك سوى بعض الإشارات على الفيس بوك ليتها تطفئ لهيب ضميراً منكسر.

- عذراً.. فأصواتنا لا تسمع لأنها ليست على هواهم..

- عذراً.. فأرواحكم لم تحمل صرخاتنا إليهم لأنها تأبى أن تتخطى عتبات قصورهم.

- عذراً.. عزيزة فرائحة دمك لم يشتمها من هم هناك على الكراسي فكان من السهل أن ينسوك ويصدروا صكوك الغفران لقاتليك.

- عذراً.. لأرواحكم الطاهرة لأنهم اعتقدوا أن حملات النظافة أغلى من إنسانية الإنسان فصرفوا لها المليارات.

- عذراً.. لأن الثائرين لم يعودوا هنا فقد ذهبوا هناك...

الحجر الصحفي في زمن الحوثي