عامان لثورة 11 فبراير أين التقييم؟

كتب
الخميس ، ١٤ فبراير ٢٠١٣ الساعة ٠٢:٢٤ صباحاً

بقلم: عارف الدوش -

عامان مرا على ثورة 11 فبراير فالإحتفاء والإحتفال شيء جميل ورائع يعيد إلى صدور وقلوب شباب وشابات الثورة زخم الثورة وتجددها باعتبارها فعلاً مستمراً لا يتوقف حتى تحقق كامل أهدافها.فشباب وشابات الثورة لا يمتلكون سوى إرادتهم القوية للتغيير الجذري وقد سجلوا ملاحم صمود غير مسبوقة وإرادة غير معهودة وبرغم ما تبدو عليه الثورة بعد عامين من خمول إلا أن إرادة الصمود لدى الثوار حاضرة بقوة وقد تجلت في كلماتهم ومواقفهم خلال الإحتفالات بمرور عامين على الثورة التي كشفت بإن أقدامهم ثابتة على أرض الحرية فلم ولن يقبلوا بغير تحقيق أحلامهم الثورية وفاءً لدماء الشهداء وأنات الجرحى وأهات أمهات وأباء وأخوان وأخوات وأزواج الشهداء.
عامان مرا على ثورة 11 فبراير لاقى فيها شباب وشابات الثورة الكثير من المرارات ومورست ضدهم أقسى أنواع حملات العنف والقتل والتضييق والتجويع والإخفاء فلا زال معتقلوهمم مخفيين وجرحاهم صامدين في وجه أساليب التطنيش والتطفيش وتحويلهم إلى أدوات مماحكات أعترف بها رئيس الوزراء باسندوة خلال زيارته لمقبرة شهداء الثورة في سواد حنش بصنعاء لوضع اكليل من الزهور.. لكنها المماحكات قاتلها الله لم ترحم حتى أنات وألام الجرحى.
عامان مرا على ثورة 11فبراير كان فيها التغيير بالقطارة وسط هالة كبيرة من الترقب وخفوت بريق الحلم وسط رحلات مكوكية للمبعوث الدولي بن عمر وقرارات مجلس الأمن واجتماعات لمجلس الأمن في كل من نيويورك وصنعاء وتصريحات متشائمة تتحدث عن هشاشة الوضع لكن ما تحقق خلال العامين ليس بالأمر الهين فقد تم خلع رأس النظام "صالح" وأفراد العائلة والبدء بقرارات هيكلة الجيش والأمن وإن كانت ناقصة حتى الأن إلا أن تصريحات بن عمر الأخيرة مشجعة في موضوع الهيكلة عندما قال أن قيادات المناطق العسكرية السبع في هيكل القوات المسلحة الجديد ستكون أسماء جديدة وغير مختلف عليها بالإضافة إلى الوضوح الدولي حول المعرقلين للتسوية ويكاد المجتمع الدولي أن يذكرهم بالإسم وان كان بطريقة تحذيرية قوية قبل اتخاذ العقوبات.
عامان مرا على ثورة 11 فبراير وكل ما يأتي من رعاة المبادرة واليتها التنفيذية العشرة "إقليمياً ودولياً" نتائجه ضئيلة غير ملبية لطموحات التغيير المنشود الذي يحلم به الشباب والقوى الحية وهناك حديث عن ضرورة تحقيق التوازن السياسي والعسكري بحيث لا يحصل طغيان طرف ما أو أطراف يذهب بما يريده المجتمع الإقليمي والدولي من مبادرة التسوية أدراج الرياح.
إن قوى الثورة الشبابية الحية مدعوة اليوم بعد عامين على ثورة 11 فبراير لتقييم ما تحقق وما لم يتحقق بشفافية ووضوح لتحديد بوصلة الإتجاه في ظل ضبابية وعدم وضوح ماذا تريد أن تصل إليه التسوية وخاصة فيما يتعلق بالحوار الوطني ونتائجه التي لابد لها أن تخدم أهداف الثورة الشبابية في التغيير الجذري والوصول إلى يمن جديد تسوده الدولة المدنية الحديثة التي تسود فيها المواطنة المتساوية ولا تسمح هياكل سلطتها بتغول طرف من الأطراف وتمنع استخدام القوة من خلال بناء الجيش والأمن على أسس وطنية تجعله في خدمة حماية النظام والقانون
[email protected]

الحجر الصحفي في زمن الحوثي