تريد ذكرك بعد موتك كسحرة فرعون أو كأبي رغال

كتب
الاثنين ، ٠٤ فبراير ٢٠١٣ الساعة ٠٤:٥٨ مساءً

 

 

ستمضي الحياة رغم أنوفنا جميعاً وفقاً لقدر الله الذي قدره وسنرحل جميعاً من هذه الحياة ولن نأخذ معنا شيئاً ، يستوي في ذلك الغني والفقير، والوزير والغفير، والملك والصعلوك، و لن يخلد أحد في هذه الحياة ،ولكن ستخلد الأعمال حسنها وقبيحها ،فمن الذين خلدت أعمالهم مصحوبة باللعنات أبو رغال الذي دل أبرهة وجيشه على الطريق لهدم الكعبة،وكذلك ابو لهب وخلد بقرآن يتلى ( تبت يدا أبي لهب) ومن النساء زوجته حمالة الحطب وامرأتا نوح ولوط .. وكذلك خلد ذكر عبدالله بن أبي الذي تولى كبره مقروناً باللعنات وأبو جهل وغيرهم الكثير ممن أخلدوا إلى الأرض واتبعوا أهواءهم وعملوا ضد الخير وسعوا في الأرض فساداً اعتقاداً منهم أن ذلك خيرلهم. 

ومن الذين خلدت أعمالهم مصحوبة بالترضي والرحمات ، سحرة فرعون بعد أن كانوا قد حضروا للدفاع عن الباطل بسحرهم وجهلهم، فلما تبين لهم الحق(قالوا آمنا برب هارون وموسى) وتحدوا التهديد والوعيد وقدموا أرواحهم بكل رضى ،فداءً للحق فخلدوا برحمة من الله وفضل ومنهم صهيب الرومي الذي تنازل عن كل ماله مقابل أن يخلوا سبيله في الهجرة إلى الله ورسوله وقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما وصل المدينة ربح البيع أبا يحيى ومن النساء امرأة فرعون التي عاشت في منزل أكفر رجل في الدنيا الذي ادعى الألوهية لأنها استجارت بالله وخلدها القرآن الكريم والأمثلة كثيرة من سيرة السلف الصالح .. ضربت هذه الأمثلة لتختار لنفسك ماتريد من هذه النماذج المتناقضة ، ولأخلص أن الحياة تافهة لا تساوي شيئاً ولكنها تغر الانسان فتفسد قيمه وأخلاقه والكيِّس من أدرك كيدها ولم ينخدع بها وعمل خيراً في دنياه ليكون تخليداً له بعد موته ويلقى ثواب ذلك عند لقاء ربه،وأفضل الناس أنفعهم للناس،ولهذا يتطلب الإخلاص لله أولاً والعمل لصالح للوطن أرضاً وإنساناً بعيداً عن الرياء أو الكبر... بلدنا بحاجة لأن نخلص نياتنا ونوحد كلمتنا مرضاة لربنا ، فحب الوطن من صميم عقيدتنا.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي