العزل السياسي.. لنجاح الحــــوار !!

كتب
الاربعاء ، ٣٠ يناير ٢٠١٣ الساعة ٠٧:٠٣ مساءً

بقلم: منال الأديمي -
الحوار اليوم يعد القشة الوحيدة والأخيرة التى يعلق عليها جميع اليمنيين أمالهم وتحقيق مطالبهم وتطلعاتهم للنجاة من الغرق في أتون الفوضى والمجهول اللذان لطالما كانا الورقة التى يهدد بها كل الطغاة الساقطين شعوبهم المنتفضة .
ولعل مرور الأيام أثبتت للجميع أن معرقلي التسوية السياسية هم ذاتهم من سيقفون عقبة أمام الحوار ونجاحه فما الذي فلعته المعارضة ورعاة التسوية لوضع حد لهؤلاء .
في كل ثورات الربيع العربي كانت العدالة المطلب الأول والأهم للثائر العربي في تونس وليبيا ومصر وسوريا والعراق حالياً وما خرج العربي إلا باحثا عن الانصاف والعدل فهل كان له حقاً ما أراد ..
في بلادنا مثلا نصت التسوية السياسية على اقرار قانون العدالة الانتقالية المصمم خصيصاً للحالة اليمنية وبعد عام وأكثر من توقيع المبادرة حرص غالبية البرلمان منتهي الصلاحية تنفيذ اهم ما يحمي مصالح وترتيب امور تلك الغالبية وزعيمها المخلوع فأقروا آثمين وسريعاً (الحصانة ) تلك الجريمة التي لم تقرها شرائع السماء ولا قوانين الارض وللأسف دون أدنى مقابل وإن كان ذاك المقابل وكأضعف الإيمان العزل السياسي لكل وجوه الماضي .
وحتى بعد الحصانة لا تزال المعارضة عاجزة عن منع المخلوع من ممارسة العمل السياسي وإن كان يتظاهر بذلك فهل لقاء مجلس الأمن ورعاة المبادرة سيكون ضغطاً كافياً ليمتنع العجوز عن تعكير الأجواء .
تتوالى الاخبار مؤخراً أن الفرقاء السياسيين (اخوة الامس والمستقبل ) لدينا لم يتفقوا بعد على مشروع عدالة انتقالية (توافقي) وقد تم رفض مشروع العدالة الانتقالية بنسختيه بل ووصلت وقاحة وحماقة البعض منهم الى رفض القانون برمته فلا يعترفون بحدوث مظالم وانتهاكات وبتعويض الضحايا ولا بالثورة مطلقاً ويقاومون بشدة انشاء لجان تقصي الحقائق لأنهم يعرفون نتائجها المفجعة مسبقاً وهل يغفل الظالم عن ظلمة وليست وقاحة صاحب نبوءة (قلع العداد )عنا ببعيد وبهذا يبدو واضحا لنا أن العابثون بالوطن وعلى رأسهم المخلوع والمشمولين بنعيم الحصانة حاضرون وبقوة في المشهد السياسي اليوم تماماً كالأمس بل ومصرون على عرقلة التسوية السياسية والانتقال السلمي للسلطة وكيف لا يفعلون ذلك وهم مازالوا يمارسون العمل السياسي وعائدون من حجهم السياسي وبلا ذنوب وبعفو وحصانة.
إن قبولنا على مضض بالتسوية وما فيها من مرارة ما هي إلا رغبة منا في المضي قدما والعبور الى بر الامان وقبولنا هذا لايعني مطلقا إن من السهل علينا ثوار وثورة القبول أكثر بمهازل بأسم التوافق ولن يكون مقبولاً الجلوس مع مجرمين وقتلة شباب الثورة على ذات طاولة الحوار وما قائمة المؤتمر للمشاركين في الحوار والمنسحب منها الإرياني إلا خنجر مسموم في قلب الحوار وكسر قشتنا الوحيدة للنجاة من الغرق .
لذا فأن من الضرورة لإنجاح الحوار وتحقيق مطالب وتطلعات الشعب اليمني إصدار قانون (العزل السياسي ) ودون تأخير لقطع الطريق أمام كل من لازال يضمر السوء ليمن ما بعد فبراير ومن المنطقي أن يكون العزل شاملاً عدم المشاركة في الحوار إذ لا ينبغي أن يدنس أولئك الملوثين بدماء شباب فبراير ودماء اليمنيين على مدى عقود ثلاثة قداسة الحوار ويكسرون قشتنا الوحيدة للنجاة هذا إن كانت هناك نية حقيقية فعلا لإنجاح الحوار ومتوافرة لدى الجميع من ساسة ورعاة للتسوية .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي