عن تعز للمرة الألف « لا لضرب المشروع المدني» ..!!

كتب
الاربعاء ، ١٣ فبراير ٢٠١٣ الساعة ٠٢:٥٧ صباحاً

بقلم: هشام السامعي -
مالم يكن هذا الحضور المتعاظم لـ تعز في كل مناحي الحياة مسنوداً بقوة المشروع المدني والمُطالب بضرورة أن يتقلص نفوذ القوى التقليدية في مقابل حضور الدولة القوية غير المرتبطة بهذه العصبويات التي دعمت ظهورها هذه القوى ،فإن قضية تعز ستظل حاضرة يتوارثها جيل بعد جيل وسنظل ندفع فاتورة السكوت عن هذا الإقصاء المتعمد , وسيطالنا الإذلال مرة أخرى كما طالنا أيام حكم العهد البائد لنظام الفيد والنهب والمناطقية التي كان يتعامل بها مع أبناء هذا الوطن .
وحتى لا نكون شعباً بلا ذاكرة يمكن أن نعيد للأذهان فترة الثمانينيات من القرن الماضي عندما سعى النظام المناطقي الحاكم إلى ضرب كل مسببات الحياة والنهضة والتطور في تعز وعمل على إصدار قرار بمنع استيراد البضائع من الخارج بغرض منع كل تجار تعز من ممارسة التفوق والنجاح الذي كانوا يحققونه في تجارتهم ،وتأثرت بهذا القرار معظم البيوتات التجارية في تعز , وبعدها تم إعطاء الضوء الأخضر للمال الطفيلي بالنمو عن طريق أفراد أوكلوا لهذه المهمة , وعندما كان يريد أحد تجار تعز إدخال بضاعة مستوردة من الخارج كان عليه أن يستعين بأحد الأفراد المقربين من نظام علي صالح , وتتم عملية استيراد البضاعة باسم هذا الشخص مقابل عمولات باهظة وغير قانونية , وبعدها تدخل البضاعة من الجمارك وهناك تتعرض لمزيد من الابتزاز وبعدها تصل مخازن التاجر ليبدأ بعدها مسلسل جديد من الابتزاز والنهب باسم القانون تارةً بالضرائب وتارة بالواجبات وكثير من المسوغات القانونية التي أوجدها نظام علي صالح ومعاونيه من جنرالات حكمه , سواءً من كان منهم في الظاهر أو من كان يدير كل تلك المخططات العنصرية من خلف الكواليس .
أنا هنا لا أنبش في التاريخ بقدر ما هو محاولة لتحفيز الذاكرة والتنبه لمحاولة لازالت قائمة من القوى التقليدية في البلد لإزاحة تعز بمشروعها المدني مرة أخرى من واجهة المشهد الثوري الذي استحقت تعز وعن جدارة صدارته , إنها مسئوليتنا الجماعية تجاه أنفسنا وتجاه مدينتنا .
ولازالت هذه القوى التقليدية تسعى بكل ما تمتلكه من خبث أن تضرب كل مسببات الحياة والنهضة والتطور , ولازال تُجار تعز يشعرون بأنه يتم التعامل معهم بطريقة غير متساوية مقارنة بتجار ظهروا في فترة حكم نظام علي صالح .
لقد منحت الثورة الشعبية تعز فرصة جديدة في العيش الكريم , وخرج أبناء تعز ثائرين لكرامتهم التي داستها بيادات العسكر المنتقمين من كل مشروع مدني مشفوعين بعقلية النظام الحاكم والذي أعطاهم الضوء الأخضر لقمع وضرب كل ما يهدد سلطته المركزية القائمة على تعظيم القوى التقليدية في مقابل إضعاف سلطة الدولة .
ودعوني أتكلم بصراحة ضارباً بكل محاولات الإسكات والإخراس التي يمارسها علينا البعض بغية السكوت وعدم الحديث عن قضية تعز , إذا سكتنا هذه المرة عن حقنا في المواطنة المتساوية , وإذا لم نناضل كلٌ من موقعه من أجل مشروع المدنية التي تتصدره تعز فإننا سنعيش تحت ظرف ليس له معنى , لا ماضٍ نعتز به , ولا مستقبل يضمن حياتنا وحياة أجيالنا من بعدنا .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي