نساء اليمن سفيراتنا إلى العالم

كتب
الجمعة ، ٢٥ يناير ٢٠١٣ الساعة ٠٢:٢٠ صباحاً


بقلم: أروى عبده عثمان -

إلى ، فائقة السيد :
المرأة الإنسان حيث تكون ..
<<<
قرأنا «حنبة» رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي في مشكلة فراغ الديبلوماسية اليمنية ، الخالية من السفراء .. بسبب “المحاصصة /اللعنة/المخنق ، التي حطت اليمن أرضاً وإنساناً داخل مفرمتها ،ليتواصل مسلسل كسر العظم وإنهاكه حد الموت من قبل مراكز القوى المتنفذة في كل مفاصل الدولة ..
وهذا الفراغ /الشلل الدبلوماسي لن يملأه سوى نساء اليمن .. الوجه المشرق والأجمل لليمن الجديد ..
<<<
نساء اليمن لسن أفضل من نساء السعودية اللواتي تم تعيينهن مؤخراً في مناصب استثنائية لأول مرة في تاريخ الشقيقة ، هاهي اليوم تضع أقدامها على عتبات سعودية جديدة رغماً عن القوى الظلامية التي هيمنت على الشقيقة أرضاً وإنساناً ، كما وضع اليمن الحالي..
لقد كنت أيها الرئيس سباقاً في اتخاذك قرارات جريئة فاصلة منذ أن تم انتخابك رئيساً لليمن للخروج بهذا البلد من دوامة الحرب الأهلية.. فاقطع وعيّن النساء لشغل هذا الفراغ الديبلوماسي ، ولن تحنب مطلقاً ، بل ستغير النظرة والصورة النمطية للدبلوماسية اليمنية من أنها مزرعة للسفير وأولاده وأحفاده والعائلة الممتدة، حيث دعوة الوالدين ومنطق «الفيد» والغلبة لينتقل أبناؤهم فجأة من لعب الأتاري ، و«الزرقيف»،و«سبعة صاد» في حوش بيتهم إلى حوش سفارة إحدى الدول العظمى بمنصب سفير ..
<<<
اقطع تراث العائلات ، فاليمن شمالاً وجنوباً تمتلك كوادر نسائية مؤهلة لأن تشغل مناصب سياسية وقيادية وديبلوماسية لأي دولة عظمى .. ففيهن الأكاديميات ، والناشطات السياسيات ، والحقوقيات، نساء معروفات بالحنكة الإدارية ومؤهلات لتقلد أي منصب سيادي وبجدارة ، وقد حظي البعض منهن بسمعة دولية جيدة في الانفتاح على الثقافات والحوار، ومثلن اليمن في المحافل الدولية المختلفة بصورة أفضل وأشرف ، إنهن نساء اليمن الوجه المدني لبلد تتآكله الحصص للقوى الرجعية والمشيخية المتنفذة المعكومة بفكر الغنيمة و«الموزر»..هل تتذكرون الأستاذة أمة العليم السوسوة، والأستاذة جميلة علي رجاء ، وغيرهن ممن أسهمن في خلق صورة فاعلة لليمن المعاصر ؟.
<<<
بتعيينكم للنساء ستقطعون دابر خازوق المحاصصة عن نساء استثنائيات في عهد جديد ويمن جديد ، يترأسه حاكم جديد ..نتمنى أن يكون هذا الإنجاز في عهدكم .
نساء اليمن الدبلوماسيات في 2013 - إن تحقق- ستجدون حقائبهن الديبلوماسية مليئة بالأوراق والمعاملات والبرامج في النهوض الإقتصادي والسياسي والتعليمي والثقافي لليمن ، لن تجد في حقائبهن الدبلوماسية أنواع القات الطري ، والمجفف المطحون ، وأنواع «الشمة» ، ولن تجدهن يتسابقن على مداكي القات لتمرير أي معاملة “لابننا المحبوب” ، نساء اليمن لا تسبقهن ألقاب الشيخ ، والجنرال ، والفقيه والداعية ، لا يعتلين الشاص والهيلوكس ويكسرن قواعد المرور ، ويشاركن في قتل هذا ، ونطح ذاك ، نساء اليمن المدنيات لن يحولن السفارة إلى دكان وملك شخصي ، لن يحاصرن الوزارات والمؤسسات بالمليشيات لتحقيق مآرب شخصية ، لن يسحبن خلفهن قوافل الأثوار والبنادق وأطنان القات للتحكيم بدلاً عن القانون ، لن تجد في تاريخهن مسئولات عن ثكنات عسكرية في الشوارع والحواري ، ويشتغلن بالحرابة والقتل مثل عصابات الليل ، فلن يضاربن بالغاز وصفقات الأسلحة ، والنفط ، لن ينهبن مؤسسات الدولة ويبعن الكمبيوتر في سوق القات بـ(2000) ريال ، ويسرقن مناديل الكلينكس .. هل سمعت عن نساء كن وراء شحنات الأسلحة أبو بسكويت أو شكليت ؟هل وجد مسدس ماء تمتلكه امرأة ِ؟ هل سمعت أن نساء اليمن دمرن خطوط الكهرباء وحقول النفط ، وشبكات الألياف الضوئية فكلفن الدولة مليارات ؟ هل سمعتم عن نساء يمتلكن سجوناً في بدرومات قصورهن ؟ هل سمعتم عن امرأة تلقب بهلفوت ، وكلفوت ، أو أحمر . لن تجد امرأة يمنية بلحية سوداء أو محناة يقاولن بصفقات شباب لتجنيدهم في أفغانستان سابقاً وسوريا وجمهورية مالي اليوم ، بالله عليكم هل ستجدون نساء اليمن يمتلكن موتورات اغتيالات ، ما إن ينتهين من مذبحة السبعين ، يقفزن إلى مجزرة كلية الشرطة ، لم نسمع أنهن تاجرن بشباب الثورة وسط كرنفال الدم والأشلاء أو أنهن قدن انقلابات عسكرية ، ولا حتى سمعنا أنهن قدن قلاب حجار و«نيس» ، لم نسمع في تاريخهن أنهن تسببن في مقتل “ دمة” .
<<<
اعملها واتخارج من قوافل شبح عائلات الستين والسبعين وقوائم آمرة ونافذة «يتم تعيين زعطان بن فلتان» في الجيش والأمن ، والسفارة الفلانية ، والمؤسسة العلانية ، كونه خير نسب للجنرال ، وخير حفيد للشيخ ، وصهير المفتي والداعية الفلاني أو “شاقي” اغتيالات بالأجرة ومشقايته منصب هام في الدولة .
<<<
قف في صف الطين ، والعشب الأخضر ، ورائحة الخبز ، والبحر ، والمشيمة والحبل السري وحليب الحياة .. فالمرأة كانت ومازالت ،رمز الخصوبة ، والحياة ، والحب ، والسلام والتعايش .. صناعة هذه المفاهيم لا تجيده سوى النساء ..لقد شبعنا من رائحة الدم ، والبارود ، والتمترس ، والتربص ، والفتاوى ، والكر والفر .. وقد أثبت تاريخ الإنسانية ، أن المكان الذي تقصى منه المرأة يتحول إلى صحراء موحشة ، تتقاتل فيه الغيلان على الجثة.
<<<
هذا الدم المسفوح وهذه السكاكين المتربصة باليمن، لن توقف تناسلها، إلا قراراتك الجريئة بإحقاق حق النساء ليس في كل مرافق ومؤسسات الدولة في الداخل، بل وفي العالم الخارجي وأهمها السفارات ..
بقراراتك الاستثنائية كما عودتنا ، ستتغير صورة اليمن من أنها بوابة الإرهاب ، ونساؤه ذوات الوجه المغلق والمكتوم المغلول بأعراف القبيلة ، وأن اليمنيين يجيدون فن اضطهاد النساء وتحويله الى قطيع ينهقن بعد «بعولتهن» وجنة الفحول .
أخيراً :
بتعيين النساء الوجه المشرق لليمن نقطع الصورة النمطية لسفاراتنا التي تحولت إلى ديوان للعائلات ، والخالية من أي نشاط اقتصادي ، وسياسي وثقافي .. نقطع ثقافة الدبلوماسية اليمنية أنها فقط محل للأرصدة ،والبورصات ، وتجار الشنطة ومصيف للعائلات والأصدقاء وأصحاب البلاد والمقيل ، ونهب حقوق الطلاب المبتعثين ، واستثمار منحهم التي لا تسمن ولا تغني من جوع .. قرر أمام وجه من لا يريدون دولة : أن يمن اليوم ليست يمن الأمس .. فاليوم زمن النساء والرجال بالكفاءات ، وليس بالنسب ، و«شاص» الغلبة ، والهيمنة المشائخية والدينية والعسكرية ..
فكيف تشوفووووا ...؟
[email protected]

عن الجمهورية

الحجر الصحفي في زمن الحوثي