فعالية تصالح الضحايا..!!

كتب
الأحد ، ٢٠ يناير ٢٠١٣ الساعة ٠٧:٤٥ مساءً


بقلم: هشام السامعي -
في هذا البلد كل شيء يمشي بالمعكوس, هكذا تعودنا دائماً, أن نقرأ الكتاب من صفحته الأخيرة, أن نشاهد المسلسلات من الحلقة الأخيرة, حتى في السياسة يصعد إلى المناصب العليا من كانوا فاشلين في مناصبهم الدنيا.
الحراك الجنوبي يخرج في فعالية جماهيرية كبيرة للتصالح والتسامح, هذا عمل إنساني عظيم, نباركه, ويظل هذا العمل قائماً فقط كفعالية تصالح بين الضحايا فيما بينهم، بينما لازال القتلى يتصدرون المشهد ذاته منذ عرفت هذه البلاد كل تلك المعارك, متى سيتحرر الضحايا من جلاديهم ويعلنوا القطيعة النهائية مع كل أطراف الأزمة في الماضي؟.
صدقوني هذا تعب, وواقعنا لا يصدر سوى المزيد من المتاعب.
تعبنا من الجري والركض في واقع لا يصدر لنا سوى المزيد من الإخفاقات, وأتعبنا معنا جمهوراً كبيراً من المتفائلين بمستقبل أجمل لهذا الوطن, وكل ما قلنا عاد أول الدهر باكر نكتشف أن باكر كلمة في اللغة العربية الفصحى تعني أول النهار، ويقال «الصباح الباكر»، وهذا يعني أن الأيام الجميلة تلك التي عشناها في الطفولة وبقية العمر «مكاردة رُباح بضاحة».
والغريب في بلدي : وما غريب إلا الشيطان «أن الرُباح هم من يمارسون العمل السياسي, ويستمتعون برؤيتنا ونحن نلاحقهم من ضاحة لضاحة ومن شجرة لشجرة, ومن قرار إلى قرار, صدقوني هذي عيشة وجع قلب».

الحجر الصحفي في زمن الحوثي