حملة عصية على الاختراق وثورة لا يركب موجتها القتلة واللصوص!

كتب
الاثنين ، ٠٧ يناير ٢٠١٣ الساعة ٠٧:٣٣ مساءً

بقلم: سامي غالب -

في 15 ديسمبر كتبت عن فرادة حملة "الجدران تتذكر وجوههم". كتبت من موقع المتابع عن قرب للحملة, والمؤيد لها بحماس, والقارئ لدلالاتها وأبعادها عن دراية... وها أنا اعترف بأن لهذه الحملة أسرارها التي لما تكشف عنها بعد.

ما يفعله مراد سبيع وهيفاء سبيع وصامد السامعي وكل من يقاسمهم الجهد والمشقة انتصارا للإنسان اليمني وللكرامة الانسانية, هو ثورة نقية لا يشوبها شائبة!

كل القتلة والمجرمين واللصوص, كل الزعماء الورقيين والفضائيين والعنكبوتيين, كل القادة العسكريين والمليشويين والأمنيين, كل أقطاب دولة الامتيازات ووزراء الحكومة الوفاقية, كل رموز الدولتين السابقتين والدول التي قد تأتي بعد أيام أو قرون, كل المشائخ المتنفذين وتجار السلاح ومهربي المخدرات, كل فقهاء السلطات التقليديين والحداثيين والعضويين والبيولوجيين والجينيين, كل المخبرين والمرتزقة والعملاء على تباين وجهاتهم, عربيا واسلاميا ودوليا...

كل هؤلاء الأوغاد لا يحلمون في ركوب موجتها (فهذه حملة محمية في جوهرها وطبيعتها وعرضها ومخرجها), لا يتجرؤون على الدنو منها, لا يفكرون حتى برياء شبابها. هي ثورة محصنة من الاختراق, وحملة "لا يمسها إلا المطهرون" من شباب اليمن ممن حباهم الله بمواهب صقيلة وأرواح شفيفة ونفوس سوية... شباب يمنيون اختاروا الجدران لهزم الشر الذي طغى في البلاد, أخذا صورا وهيئات وحركات وأنصارا وزعامات, هزمه بإحياء الذاكرة واستحضار الضحايا الذين يجمع سادة اللحظة الراهنة على دفنهم: في اليمن وخارجه, في الشمال كما الجنوب, في المعارضة قبل الحكومة, في جهاز الأمن القومي ووزارة حقوق الانسان, في الستين والسبعين, في ساحات التغيير والحرية والتحرير, في قنوات علي العمراني وقنوات الإصلاح والحراك والمؤتمر, وقنوات زملائنا القسريين من عسكر ومشائخ وحرامية!

هذه حملة مغمسة بالحب والأحزان ومسيجة بالقلوب والضمائر.

بالفن تنتصر للحياة, وبالشغف وبالرفعة والشرف والنزاهة تتابع تحطيم الحواجز واصلة إلى مبتغاها.

حملة مراد سبيع ورفاقه, الحملة الأفقر, تدنو بثبات من أسبوعها الثامن عشر وشهرها الخامس وعامها الثاني ... لأنها حملة الكرامة الانسانية العصية على التجييش والعسكرة والتطييف والمذهبة والأقلمة والتدويل, الحملة التي تعلو على الأحزاب والمناطق والقبائل والمذاهب والأعراق والألوان.

تدخل حملة "الجدران تتذكر وجوههم" أسبوعها الـ15. الحملة كأنها بدأت للتو, كل خميس من كل أسبوع هو اليوم الأول مكرر, لماذا؟

_ لأنها حملة نابضة بالحياة؛

_ لأنها حملة غير ممولة من أية جهة أو حزب أو مركز قوة أو طرف محلي أو أجنبي؛

_ لأن مبدعها ومهندسها وروحها شاب يمني حر, مبرأ من الشبهات ومتحرر من التحيزات وخلو من العقد؛

_ لأن موضوع الحملة شديد الحساسية, والفئة المستفيدة منه (ضحايا الاختفاء القسري وأسرهم) هي الفئة المجمع من الاقوياء على تهميش قضيتها؛

_ لأن الحملة في المنبع والمسار والمصب, خلطة عبقرية من الفن والحقوق والحياة والمشاركة؛

_ لأن للحملة إيقاعها المتجدد وأسلوبها المتفرد الذي يمكن المستفيدين المباشرين منها والمناصرين من إضفاء لمساتهم الخاصة عليها؛

_ لأن الحملة تمكن بالتجسيد والتجريب كل فرد يحضر فعالياتها من النفاذ إلى عمق المحنة التي تحياها أسرة أي مختفي قسريا دون تمييز بين الضحايا على أساس المنطقة او الانتماء أو النظام الحاكم الذي يقف وراء الجريمة؛

وأخيرا, لأنه في نهاية كل أسبوع من أسابيعها ينغمر جميع المتفاعلين معها بمشاعر المحبة والتقدير للفنان مراد سبيع ورفاقه الرائعين: هيفاء سبيع وصامد السامعي وغيرهم, فهي حملة تغمرنا بالحب والجمال.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي