أليس هذا الذي اصاب البلد في مقتل...؟

كتب
الأحد ، ٠٦ يناير ٢٠١٣ الساعة ٠٣:٥٣ صباحاً

بقلم / محمد مرشد السعدي

الحرية فطرة الله التي فطر الناس عليها وهي قوام الحياة الصحيحة والسليمة والجميع تواق لذلك ,باستثناء شواذ القواعد . ينطلق الإنسان في بلدي الحبيب من ريفه أو مدينته باحثاً عن عمل يكفل له الحياة الكريمة ,ويحمل في جنباته حب الخير للجميع وما أن يصل إلى تحقيق هذا الهدف المشروع وتتاح له الفرص في الترقي ,إذ بركام الموروث السيئ ورفقة السوء من الجهلة يدور حوله كالراعي يرعى حول الحمى ,ويبدأ المشوار في طلب الشهرة والمكانه وينطلق في إتجاه ذلك الموروث السيئ من التمييز الطبقي والمناطقي والأسري ,وإذا به ينحرف في الإتجاه السحيق باحثاً عن البطولات الزائفة والمزاعم الكاذبة وتبدأ الرحلة حول تحقيق هذه المعاني الخادعة ,فيوضف كل إمكانات البلد المؤتمن عليها إلى كسب الموالين له والدائرين في فلكه نهباً للوظيفة العامة والمال العام والمواقع التي يجب أن يوضع فيها الرجل المناسب في المكان المناسب ,وينعدم مبدأ الثواب والعقاب على هذه الشلل المحسوبة ,وتبدا مرحلة التخلص من الكفاءات وتنطلق رغبة الإقصاءات في كل مرفق من مرافق الدولة ويصير الوطن بما فيه ومن عليه حكراً لهذه الأصناف البشرية المريضة المنحرفة ,وهو ما أوصلنا إليه من الوضع الخطير في حيات شعبنا المصابر والمكافح ,فكم عدد الفقراء؟ وكم عدد المنقطعين عن العمل؟ كم عدد العالقين على بوابات دول الجوار وغيرها ...؟

ألم يكن هذا نتائج لهذه المسالك المنحرفة والغريب في ذلك ليس الخطأ الغير مقصود ولكن المكابرة والعناد والكذب مع جماعات النفاق والانتهازيين المرضى العاجزين عن العمل والعطاء , فهل من عودة إلى جادة الطريق ويرحم الله إمرءٌ عرف قدر نفسه .

والعودة إلى الصواب ليس عيباً بل العيب في التمادي والزيف .. اليمن وطننا وأمنا ومنبتنا ونحن جميعاً أبناءه ونستطيع العيش في ارقى المستويات إذا تحركنا جميعا في الخير وخلصنا انفسنا من الأنا الزائف ,فبلادنا مملؤة بالخيرات وأهلنا قادرين على العمل والتحول إلى الأفضل فلاداعي للإصرار من بعض أولئك الموبوئين بكل هذه الأمراض القاتلة والاستحواذ على حقوق الأمة وخيانتها ,ألم يكفي كل هذه الويلات من الجوع والمرض والفقر والظلم والتخلف  .. .

إني ناصح أمين أن أرجعوا إلى جادة الطريق والتوبة تجُب ماقبلها بشروطها ,والتحرك جميعاً في طريق البناء والتطور والعدل والمساواة في دولة مدنية مؤسسية يسودها النظام والقانون, ويؤخذ فيها للضعيف حقه قبل القوى ,ويسود الحب و الإخاء والتعاون بدلا من الكراهية والتقاطع ,وسينعم الجميع في واقع الخير والحق والعدل والرخاء والمحبة والسلام .

 
الحجر الصحفي في زمن الحوثي