لن نرفع الراية البيضاء..؟

كتب
السبت ، ٠٥ يناير ٢٠١٣ الساعة ٠٣:٣٢ صباحاً

 

بقلم/ عبد العليم الحاج 

الأعمال التخريبية التي تمارسها بعض قبائل اليمن بحق أبراج الكهرباء وأنابيب النفط والغاز تنم عن نفوس شريرة وثقافة تدميرية ممنهجة لا تستهدف مقدرات البلد فقط بل يتعدى خطرها إلى استهداف قيم السلم الاجتماعي ومستقبل الأجيال وحلمهم في العيش الآمن والكريم، وبقدر الأضرار التي يتكبدها الاقتصاد الوطني جراء هذه الأعمال الشيطانية والإجرامية فإنها تؤثر على سمعة القبيلة ورصيدها التاريخي إذا لم يتدارك حكماؤها الموقف ويقفوا صفاً واحداً بوجه هؤلاء المخربين ويضعوا ميثاق شرف يجرم هذه الأعمال ويتبرأ ممن يمارسها. 

استمرار عمليات التخريب وضرب مصالح الوطن يعني أن الدولة والحكومة غير قادرة على بسط نفوذها في كثير من المناطق وأنها غير قادرة على ضرب أوكار الإرهابيين الذين لا يقل جرمهم عن ما يقوم تنظيم القاعدة أو جماعة الحوثي المسلحة وبالتالي بات تطهير المجتمع من شرهم وعدوانهم فرض عين وواجباً وطنياً لا يسقط بوضعهم على القائمة السوداء والسكوت عن هذا الواجب هو خيانة كبرى بحق الوطن وتفريط بأمنه واستقراره، ولم يعد من المقبول أن تتعامل وزارة الداخلية وأجهزتها المختلفة بنفس العقلية السابقة بعدم كشف نتائج التحقيقات في كثير من الجرائم ومن يقف خلفها وترك الشارع عرضة للتأويلات والشائعات التي يبثها النظام السابق بهدف خلط الأوراق وزعزعة الثقة لدى المواطن بعدم قدرة الحكومة ممثلة بوزارتي الدفاع والداخلية حمايته وحماية مكتسباته. 

إذا كان الشعب اليمني على يقين أن معظم العمليات الإرهابية والتخريبية مصدرها الرئيس المخلوع والتي تزداد وتيرتها مع كل قرار يتخذها الرئيس هادي وهذا ما تؤكده تقارير استخباراتية خارجية ووسائل إعلام عربية وأجنبية فلماذا لا تقوم وزارة الداخلية بكشف الحقيقة وإعلان نتائج التحقيقات للرأي العام ووضع الدول الراعية للمبادرة الخليجية أمام مسؤولياتها خاصة أنها من منحت صالح وبقايا نظامه الحصانة وضمنت احتفاظه بالمال والثروة التي نهبها من قوت المواطن وعرقه وهذا المال بات يستخدمه اليوم في ضرب مصالح المواطنين وبناء تحالفاته المشبوهة بهدف تقويض المبادرة الخليجية ومحاولته المستميتة لإجهاض عملية التغيير التي أزاحته من هرم السلطة وأسدلت الستار على 33عاماً من أسرته وقبيلته وهو اليوم وبما تبقى له من نفوذ قبلي وولاءات لأجهزة أمنية كان قد فصلها على مقاسه يستغلها في تنفيذ مخططاته الانتقامية ليقول للعالم أنا ومن بعدي الطوفان.وإلا كيف نفسر تنفيذ عمليات الاغتيالات في قلب العاصمة صنعاء وأين أجهزة الاستخبارات وهي من كانت تحصي أنفاس الشعب إبان حكم صالح وترصد كل صغيرة وكبيرة.ألا يعني هذا الفراغ الأمني أن وراء الأكمة ما ورائها.   

وإلى المخربين من قبائل مأرب وصنعاء وشبوة الذين باعوا أنفسهم للشيطان وقبلوا أن يؤدوا دور الشر في مسلسل استهداف الكهرباء والنفط والغاز أقول لكم : لن تفلتوا من العقاب طال الزمن أو قصر وإن تساهلت أو أجبرت الداخلية على شطب أسماءكم من القائمة السوداء فلن تستطيع شطبها من سجل التاريخ وصفحاته السوداء التي ستجلب لكم ولأحفادكم الخزي والعار ولا تعتقدوا أنكم بأفعالكم الشريرة ستدفعون الشعب لرفع الراية البيضاء وستمنعونه من إقامة دولته المدنية التي روى من أجلها تربة الوطن من أقصاه إلى أقصاه وقدم خيرة شبابه وشيوخه ونسائه ولن يتساهل معكم وسيقطع دابر شركم وحقارتكم. "ويسألونك متى هو قٌل عسى أن يكون قريباً" وإن غدا لناظره قريب". ولا نامت أعين الجبناء.   

 

الحجر الصحفي في زمن الحوثي