رسالة عاجلة الى ابن اليمن البار

كتب
السبت ، ٢٩ ديسمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٢:٥٧ صباحاً

 

 

ابن اليمن البار المشير عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمنية القائد الاعلى للقوات المسلحه ندرك جميعا انك قد توليت مقاليد الحكم في ظروف معقدة وصعبة تواجه فيها البلد جملة من التحديات المعقدة والخطيرة وندرك أيضا انك اتيت الى كرسي السلطة في وقت الدولة بجميع أجهزتها الأمنية والعسكرية والمدنية مغيبة ولم تكن موجودة إذ كانت أشبه بالميت، وندرك كذلك انك توليت مقاليد الحكم في البلد في وقت كانت فيه أنابيب النفط خارج نطاق الخدمة وفي وقت كانت فيه محطات الكهرباء خارج نطاق الخدمة، ندرك كل ذلك وندرك أيضا انك قد توليت رئاسة الجمهورية في وقت  لاتوجد لهذه الجمهورية ابسط مقومات البنية التحتية ليس هذا فحسب بل ندرك حقيقة انك يا رئيس الجمهورية تواجهه ضغوطا كبيره من قبل الفرقاء السياسيين عندما تقوم باصدار قرارات تصب في مصلحة الوطن وتتعارض مع مصالحهم الحزبية فانهم يتسارعون الى اتهامك وتبعية قرارك الذي اتخذته  وهذا نتيجة تفضيلهم مصالحهم الحزبية والشخصية على مصلحة الوطن  .

 الاخ رئيس الجمهورية لقد كنت على علم ودراية وتدرك أكثر من غيرك التفاصيل الخفية والدقيقة التي كانت تمر بها البلد  وكيف سيكون حال البلد بعد توقيع المبادرة الخليجية وبعد نقل السلطة وان الجلوس على كرسي السلطة ماهو الا كالجولس فوق نار ملتهبه او كما قال سلفك الرئيس السابق بان حكم اليمن كالرقص على رؤس الثعابين .

الاخ رئيس الجمهورية ادرك ان كل تلك التحديات التي سبق ذكرها ماهي الا فيض من غيض وماخفي كان اعظم الا ان كل تلك التحديات الظاهره التي نعلمها والباطنة التي لانعلمها لاتعفيك بأي حال من الاحوال من القيام بواجبك في اخراج اليمن من أزمته و المضي به قدما الى بر الامان وطالما وقد قبلت على نفسك ان تكون رئيساً للجمهورية فذاك هو واجبك وتلك هي مسئولياتاك الدستورية والقانونية تجاة وطنك وشعبك   انت مطالبا بتحقيقها  . 

 الاخ رئيس الجمهورية لازال الشعب اليمني الذي انت مسئول عليه امام الله فاقد لنعمة الامن والاستقرار ولازالت انابيب النفط والغاز في مأرب وشبوه وفي اكثر من مكان تتعرض للضرب ولايكاد يمر يوما الا وتضرب فيه انابيب النفط والغاز ولازالت ابراج الكهرباء هي الاخرى تتعرض للضرب ولايكاد يمر يوما الا وتضرب فيه ابراج الكهرباء بينما من يقومون بهذه الاعمال التخريبية والخارجين والبعيدين كل البعد عن الإنسانية أولا والنظام والقانون ثانيا لازالوا احرار طلقاء لم تمسهم يد العدالة ولم يتم التصرف معهم وفقا للنظام والقانون واتخاذ الاجراءات والتدابير اللازمة ضدهم واتمنى ان مايقال وما يشاع ليس حقيقة حيث ان مايشاع هو في ان الدولة تساوم هؤلاء المجرمين وتدفع لهم مبالغ ماليه لعدم تعرضهم مرة أخرى لانبابيب النفط والغاز وابراج الكهرباء مرة اخرى واذا كان ذلك صحيحا فما حاجتنا من وجود دولة واجهزه امنية وقوات مسلحة !

الاخ رئيس الجمهورية لقد زادت في الاونه الاخيره سلسلة الاغتيالات عبر الدراجات النارية ولازال مسلسل الاغتيالات مستمر في حصاد القادة السياسين والعسكريين من الكفاءات الوطنية ورجالات الدولة ولايكاد يمر يوما الا ونسمع بان دراجات الموت وكاتم الصوت قد اغتال احد اهم كوادر الدولة ورجالاتها ان حلقات ذلك المسلسل سوف تستمر وسوف يتم عرض حلقاتها بشكل يومي ولن يوقف ذلك المسلسل الاجرامي وتلك العصابة الخارجة عن النظام والقانون والانسانية الا دولة تضرب بيد من حديد دولة لديها شعور بالمسئولية والواجب تجاه الوطن دولة تعرف كيف تدير وتتعامل مع مختلف القضاياء دولة لاتبحث عن شماعات لكي تعلق فيها فشلها واخطائها دولة بعيده عن المماحكات السياسية الرعنا التي اهلكت الحرث والنسل دولة برنامجها وهمها وشغلها الشاغل الاول والاخير هو تحقيق الامن والاستقرار والتنمية والرخاء والتطور في البلد .

الاخ رئيس الجمهورية لازالت يد البطش التي عانا منها الشعب اليمني  تبطش ولازالت آلة النهب تنهب ولازالت فتوي القتل تصدر فالشيخ فينا يولد شيخاً متسلطاً على رقاب الناس مثل نمرود الذي قال "أنا أُحيي وأُميت" والعسكري فينا يولد جنرالاً بالزي العسكري والراتب العالي والبدلات والمزايا والهدايا وهو لا يكاد يقوى على حمل البزازة وعالم الدين فينا مميز باللحية ذات الصبغة الحمراء كحمرة الدماء التي أفتى بسفكها بحفنة من المال وشيء من المصالح والتاجر فينا يولد تاجراً وله مئات من الشركات معفية من الضرائب والجمارك والوكالات والجبايات وكل ما يلزم لكي يكون تاجرا فسل عن هؤلاء خيرات وادي تهامة وكيف ابتلعوها وسل عنهم روابي تعز وكيف تقاسموها وسل عنهم مروج إب وكيف استباحوها وسل عنهم ثروات الجنوب وكيف نهبوها براً وبحراً .. وسل عنهم (13 مليار ريال) ينهبوها من مال الناس ومليارات أُخرى تأتيهم من دولة الجوار يبيعون بها ذمماً وأوطان.. سل عنهم اصحاب الإتاوات والجبايات المظلومين قهراً والمسجونين ظُلماً في سجون المشايخ الخاصة بهم سل عنهم المطرودين من بيوتهم وقُراهم بدون عيش ولا كرامة وما الجعاشنة عنك ببعيد تلك هي المنظومة الفاسدة من العائلة والمشايخ والعسكر والمتنفذون وعلماء الكهنوت ذلك هو الفيروس الذي يدمر خلايا المجتمع ذلك هو السرطان الذي ينخر في جسم المجتمع فيشل حركته فلا اقتصاد ولا بناء ولا تطور ولا عيش ولا كرامة.

الأخ رئيس الجمهورية مع ان البلد وخلال الايام القليلة القادمة متجه نحو الحوار الوطني لمناقشة جميع القضايا العالقة بغرض ايجاد الحلول العادلة والجذرية لها الا أن  لازال البلد  يعاني جملة من التحديات التي سوف تؤثر سلبا على مجريات الحوار الوطني وبالتالي على نتائجه ومخرجاته ومالم يتم تهيئة الاجواء واتخاذ القرارات المناسبة وفرض هيبة الدولة قبل انعقاد مؤتمر الحوار الوطني فان نسبة فشل الحوار ستكون هي الارجح  واذا ماحصل وفشل الحوار الوطني لاسمح الله فان البلد حينها ذاهبة الى نفق مظلم قد لاتستطيع الخروج منه ولو بعد عشرات السنين.  

الاخ رئيس الجمهورية كن على ثقة عاليه بانك محل ثقة و تقدير واحترام جميع ابناء الشعب اليمني الشرفاء وكن على ثقة بان الشعب اليمني يقف الى جانبك ويساند جميع قراراتك الحكيمة التي اتخذتها والتي تتخذها  وكن على ثقة كاملة بان جميع قراراتك التي اتخذتها هي محل احترام وتقدير جميع ابناء الشعب اليمني ذلك ان تلك القرارات هي في صالح الوطن ومادامت كذلك فهي محل احترامنا جميعا ولايهم ان تضرر منها حزب او شخص فمصلحة الوطن اهم واسمى واكبر من المصالح الحزبية والشخصية الضيقة.

 

الاخ رئيس الجمهورية ان الشعب اليمني الذي منحك السلطة هو مصدر قوتك في تطبيق النظام والقانون ولاضير ان تستغل الدعم غير المحدود الذي تحظى به من قبل الامم المتحدة والدول العربية والاجنبية الراعية للمبادرة الخليجية وتفرض الاولويات الملحة التي تقتضيها المرحلة الحالية وبما من شأنه تهيئة الاجواء امام انعقاد الحوار الوطني كما ينبغي عليك الضرب بيد من حديد وان تفرض هيبة الدولة وان تجعل من الخارجين عن النظام والقانون والعابثين بأمن الوطن واستقراره عبرة لمن اراد يوما ان يسلك مسلكهم او ينهج نهجهم كما انك مطالب اليوم واكثر من اي وقت مضى ان تعيد للوطن والمواطن امنه واستقراره وحتى يشعر المواطن بنعمة الامن والاستقرار التي فقدها منذ زمن كما ان الشعب اليمني يريد منك يارئيس الجمهورية ان تنقذ البلد من أولئك الذين عاثوا في الارض الفساد ومازالوا كذلك ومن اي حزب او طرف سياسي كانوا وعدم اشراك هؤلاء في رسم ملامح مستقبل اليمن الجديد .

 

الاخ رئيس الجمهورية  مثلما لك حق السمع والطاعة من الشعب عليك واجب تجاه هذا الشعب ومن ذلك الواجب هو ان تمضي بالبلد الى بر الامان الى المستقبل المشرق والغد المنشود الى الدولة المدنية الحديثة دولة النظام والقانون دولة العدل والمساواه دولة التنمية والاعمار دولة السياحة والاستثمار دولة الحقوق والحريات والرأي والرأي الاخر دولة ينتصر فيها العدل ويعيد للمظلوم حقه من الظالم هذا ما يريده الشعب اليمني منك يا رئيس الجمهورية .

فمنك الوفاء بالعهد ومنا السمع والطاعة ,,,,

 

*رئيس المنتدى اليمني للتعليم العالي

[email protected]

 
الحجر الصحفي في زمن الحوثي