اليمن ومتاهة اخر جنرال!

كتب
الاربعاء ، ٢٦ ديسمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٤:٥٣ مساءً

بقلم / الأحمدي فرح 

 

عاشت الجمهورية اليمنية خلال الفترة الماضية أحداثاً عصيبة وتمكن أهلها بفضل الحكمة اليمانية المشهورة من تجاوز ألغام سياسية بالغة التعقيد كانت مزروعة في الأرض السياسة وتمكن الثوار الشباب الذين يحلمون بالحرية بعزيمة الشباب ومساندة الكثير من رموز مجتمعهم من الإطاحة بالرئيس علي عبد الله صالح بعد معاناة طويلة و تضحيات عظيمة.

وفي الإطاحة بعلي عبد الله صالح درس كبير قدمه أهل اليمن حين حطموا لوحة الأكاذيب التي رسمها صالح وأعوانه في ذهن الرأي العام العالمي كانوا يصورونه على أنه راعي السلام الإجتماعي في اليمن بحفاظه على وحدة وأمن البلاد والسيطرة على الصراعات القبلية في البلاد وأن رحيله عن السلطة يعني انفجار نوافير الدم.

ولكن رحل صالح ولم تنفجر نوافير الدماء بل على العكس تماماً انطلق اليمنيين بحكمة كبيرة في طريق تجاوز أخطاء الماضي وأطلقوا العنان لأحلامهم في يمن جديد مستقر وديمقراطي وأثبتوا زيف الديكتاتور صالح .. ولكن كما يقول المثل (يموت البيانست وأصابيعه بتعزف!).

فها هو صالح بحسب ما نشرت (القدس العربي) يحاول الإلتفاف على الثورة اليمنية والعودة للسلطة عبر إدخال اليمن في متاهة سياسية بانتهاء الفترة الانتقالية دون أن تجرى انتخابات وقبل انتقال السلطة بشكل فعلي للشعب فيقفز على السلطة من جديد عبر ترشيح نجله لمنصب الرئاسة وربما يعود ويعزف مقطوعته القديمة بأنه راعي الوحدة والسلام!

لذلك على اليمنيين أن يقطعوا الطريق على الديكتاتور اليمني بحكمة كي يؤكدوا للعالم الذي بهرته سلمية الثورة اليمنية برغم وجود الأسلحة بكافة أنواعها لدى الثوار جدارتهم بالحصول على الديمقراطية عبر التوافق السياسي الشامل والسريع على كافة القضايا السياسية وأن لا يسمحوا للمحاصصات السياسية أن تذهب بأغلى مكتسبات اليمنيين من ثورتهم وهي الحرية.

فكتابة عهد ديمقراطي جديد في اليمن وتنصيب رئيس منتخب هو أغلى هدية يقدمها أهل اليمن وفاء لشهداء (الربيع) في اليمن والوطن العربي بأكمله فخروج اليمن من متاهة الجنرال صالح بسلام سوف تفتح نوافذ الأمل في تغيير سياسي عربي حقيقي في المنطقة ويكتب نهاية لأكذوبة اسمها (الربيع العربي صناعة غربية!).

فالغرب محتار في مظاهر تحضر الربيع العربي وسيظل مشدوهاً أمام إرادة وأشواق الشعوب العربية للحصول على الحرية وتحقيق ديمقراطية حقيقية وإذا ما تحقق لليمنيين تنصيب رئيس يمني جديد غير صالح وأبنائه بشكل ديمقراطي ونزيه فهذا سيكون وسام زاهي الألوان على صدر الربيع العربي فهذه مهمة شاقة وعسيرة على أهل اليمن خاصة مع خبرة الجنرال اليمني في صناعة تفاصيل المتاهات السياسية وهو صاحب مقولة :( حكم اليمن مثل الرقص فوق رؤوس ثعابين سامة) ولكنه لم يكن يتخيل أن أشواق اليمنيين للحرية قادرة على انتزاع رؤوس ثعابينه وتبقى لها أن تسعى بحكمة أهل اليمن لتكمل آخر فصل في عرس الثورة اليمنية حتى تخرج من متاهته التي احتجز فيها اليمن وشعبه لسنوات طويلة. 

 

الحجر الصحفي في زمن الحوثي