في وداع الجنرال محسن

كتب
الاثنين ، ٢٤ ديسمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٢:٣٦ صباحاً

بقلم - احمد الطيب-
لن نذرف الدموع ..ونطفئ الشموع حزنا على فراق الجنرال محسن الاحمر ..لأنه كان كابوسا جثم على ثورتنا وكان سببا في عرقلة مسارها .. هكذا يقول طيف واسع من الشعب ..في حين تستميت دفاعا عنه طائفة معينه من الشعب ..وللإنصاف نضع هذه النقاط هنا لنصل الى حقيقة الرجل ولنبدأها بالتساؤل التالي
هل يا ترى للجنرال دور في إحباط الثوار .. والالتفاف على ثورتهم.!!؟؟
أم أنه كان سببا رئيسا في إنجاح الثورة وحمايتها ..؟؟؟
من يرى الجنرال محسن يجد أنه قد استغل الشعب ليصل بجماعه معينه فقط إلى الحكم وكل مفاصل الدولة ...
الجنرال محسن أضر بالمؤسسة العسكرية حامية البلاد وفتح الباب على مصراعيه لكل من له مجموعة من الأتباع أن يتمرد ويقطع الطرقات .. ويشتبك مع الجيش من أجل مصالح شخصيه وقبليه ...أو حتى - وللإنصاف في بعض الحالات- من أجل مطالب مشروعه ... لكن المفارقة العجيبة إن هذه السُنة التي سَنها الجنرال المبجل لا يوجد مثيل لها في العالم.. فلم نسمع في أي دولة مدنيه أن مجموعه أفراد من الجيش يقطعون الطرقات ... مثل ما جرى في شارع جمال في تعز ,,, ويطلقون النيران ويخربون المنشآت الحكومية كما جرى قبل فترة أمام القصر الجمهوري في المكلا .. وغيره ما لا يعد من السنن التي اتبعه فيها محبي سننه ونوافله
وهذا يعني أن الجيش الوطني أصبح يعيش تحت رحمة ولاءات ومطالب فرديه وحزبيه ..
وليتنا وقفنا عند هذا الحد بل وصل الآمر إلى تشطيره وتقسيمه للعاصمة صنعاء ولا نبرئ من يقفون في الطرف الأخر لكن الوقاحة والابتزاز ومحاولة شرعنة أعمالهم .. فكل الحجج من أي طرف كان لعلمهم هذا هو ضحك علينا لان صنعاء عاصمة واحدة لا تقبل القسمة على اثنين او ثلاثة ؟؟الخ ؟..فنقاطه المقسمة لصنعاء والمجزئة لها هو تمزيق لعاصمتنا التي هي رمز سيادتنا وقوتنا ووحدتنا فأي قوة يكتسبها بلد أو رئيس أو سفير في أية محفل عندما تكون عاصمته تحت رحمة أفراد وعسكر ... وأي جريمة هذه أن تمزق العاصمة وتجعل شوارعها متاريس ونقاط تفتيش
ورغم هذا كله تجد محسن في كل خطاباته كان يردد انه ما خرج إلا حُباً للوطن وإعلاء لمبادئ الدولة المدنية التي سوف يؤسسها الشعب المغلوب على أمره .. وحفاظا على مؤسسته العسكرية التي أصبحت عائليه ..ولا ندري هل يقصد عائلته هو أم عائلة الراحل صالح فكلاهما من نفس العائلة والقبيلة ..لكنه أسلوب التلاعب بعقول البسطاء ... ثم يأخذه غرور التطبيل والتهويل ويتباهى انه ما خرج أساسا إلا لحماية ثورة الشباب البسطاء ودمائهم .. ولهذا أطلق سراح قتلة شباب جمعة الكرامة لأنه يريد صون دماء الشباب وحمايتها..!! ونحن لا ندري أيضا انه حصر ثورتنا بحمايته هذه في شارع الستين وأمام الجامعة لتصبح ثورتنا ليست ثوره شعبيه في كل أرجاء الوطن وشوارع العاصمة بل في شارعين أو ثلاثة ... شارع لصلاة الجمعة ..وشارع للتخييم ..وأخر للربط بينهما المسمى سابقا بالرباط , وتجده أيضا وبكل وقاحة يطالب بعدم عسكرة الدولة ... ولم تسلم الدولة من عساكره ومضايقاتهم فمن يرى ما يقوم به الجنرال محسن من عسكرة لبعض المرافق المدنية الهامة – كجامعة صنعاء واحتلالها لدرجه ان بعض اصحاب الفكاهة اطلق على اسم الدفع المتخرجة هذا العام بالدفعة الاولى مدرع ... وإقامته للمعتقلات السرية في حرم فرقته وإخفاء الكثير من معارضيه وعدم التزام أخلاق التعامل مع المعتقلين ,, كذلك عدم طرح كل ما يمتلكه من أسواق وأراضي وشركات في صنعاء أو غيرها في ربوع اليمن أمام القضاء ليحقق في كيفية كسب كل هذا الثروات وإبراء ذمة الرجل كونه يتشدق دوما بحب الشعب والمطالبة باستعادة حقوقه ومنهوباته .وايضا قبوله للخضوع للتحقيق في عملية تصفياته للناصرين عندما اخمد انقلابهم على الراحل عفاش ...
الاسواء من هذا كله انه حتى بعد رحيله لم يتركنا ومؤسساتنا المدنية بسلام ولم يترك لنا حرية المطالبة بمدنية دولتنا فعساكره لايزالون يحتلون اهم مؤسسه مدنيه في صنعاء

ولا أجدني هنا أمام كل ما سبق إلا أمام خيارين
- الأول أن الرجل يتحدث صادقا .. ويجاهد بكل ما أوتى من أجل هذه الأهداف ..
- الثاني انه اكتسب خبره طويلة مع هذا الشعب وكيفية التلاعب به وان كل ما يقوم به هو مجرد تلاعب بالعواطف من اجل الوصول إلى أهداف رسمها هو ومن معه .
وأمام ما يترأى لي من وقائع وأحداث مهمة فاني لا أستطيع تصديقه ولا أظنه صادقا أيضا.
..وللمنصف هنا الحكم بالموافقة او الرفض لكني وصلت الى نتيجة مفادها انه كاذب

الحجر الصحفي في زمن الحوثي