في ذكرى مسيرة الحياة..!

كتب
السبت ، ٢٢ ديسمبر ٢٠١٢ الساعة ١١:١٩ مساءً

 

بقلم/ د.ألفت الدبعي 

جاءت مسيرة الحياة من تعز معلنة أهدافها في ضرورة إعادة الروح الثورية الى كافة أبناء الشعب اليمني وزيادة الزخم الثوري وأن الشباب مستعدين لتقديم أرواحهم من جديد من أجل العدالة وتحويل ملفات جرائم علي صالح وأعوانه للمحاكمة ، فهي مسيرة من أجل العدالة ، ومن أجل الشرف والكرامة ، فمسيرة الحياة جسدت أرقى صور النضال السلمي الذي ضربت به مدينة تعز أروع الأمثلة منذ خروج شبابها في 11 فبراير 2011م. 

فمسيرة الحياة يعدها العديد من الباحثين والناشطين من المسيرات المهمة القليلة التي نفذت على المستوى العالمي والمسيرة الوحيدة على المستوى العربي والتي قطعت مسافات (مئات الكيلو مترات )وجابت محافظات ومدن عدة من أجل أهداف تحررية في ظل اجماع شعبي وثوري . 

ما زلت أتذكر قصة الحب والولاء والانتماء ومعاني الوحدة الوطنية التي تجسدت في مسيرة الحياة في كل المحافظات ، وحدها الدموع من تستطيع التعبير عن روعة المشهد . 

ما زلت أتذكر نضال المرأة وكسرها لكل المعادلات والتوقعات في المشاركة الفاعلة ، وكيف وقفت متحدية العزلة والصورة النمطية التي وضعت لها بخروجها ومشاركتها في هذه المسيرة وكل مراحل تنقلاتها حتى في أصعب مواقفها في ليلة خدار قارسة البرد . 

ما زلت أتذكر كيف كانت خطواتهم تنسيهم الأكل وكيف كان بعضهم يظل على وجبة واحدة طوال اليوم من شدة تفاعله مع روح المسيرة التي كانت أكبر من الشعور بالجوع والتعب .. 

ما زلت أتذكر القبائل اليمنية وما لعبته في جماية المسيرة حتى وصولها الى صنعاء وكيف قدمت صورة مشرفة لأعراف وعادات اليمن الايجابية سواء على مستوى الحماية أو مستوى الاستضافة . 

كما أني أستطيع تخيل ليلة خدار قارصة البرد والشباب يحاول أن يبحث عن الدفء بأي شئ ..بأوراق الشجر ..في حفر الأرض والنوم فيها ..داخل التوانك الفارغة ...في التحاف الثلاثة والأربعة لبطانية واحدة ..في التصاقهم ببعضهم البعض حتى يسري دفء الأجساد وكأني أسمعهم هذه اللحظة كما كانوا يرددون في تلك الليلة :- 

(البرد ولا علي صالح )و(ما بردناش ما بردناش ...الحرية مش ببلاش ) 

في ذكرى مسيرة الحياة أحب القول بأن المسيرة كانت بمثابة اعلان عالمي بأن نظام علي صالح الى زوال مهما كانت العوائق التي ستقف أمام تحقيق ذلك ،كما كانت المسيرة نقطة تحول كبيرة على مستوى تفكيري بشكل عام بعد انطلاقة الثورة ، فالحالة الثورية التي كانت متجسدة في فعل الشباب طوال المسيرة ، زادتني يقينا بأننا في مرحلة تحول حضاري لا يمكن ايقافه مهما حاول الواهمون ، وأن اليمن يقاد الى خير كثير ما دام فيه أمثال هؤلاء الشباب

 
الحجر الصحفي في زمن الحوثي