الـــــــــقــــــــــرار

كتب
الخميس ، ٢٠ ديسمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٥:٥١ مساءً

 

 

القرار السياسي في اليمن يبدو مخنوقاً حتى اللحظة بين نفق المغامرة واتفاق المحاصصة. 

منذ سنة ونحن نسمع يومياً عبارة «الليلة فيه قرارات هامة»، وفي نهاية الأسبوع نسمع عن جمعة ـ لا أقول جملة ـ قرارات حاسمة. 

ولا أعرف فعلاً ما هو السر الإلهي الباتع في أن القرارات تصل إلى الشعب قبل صدورها بأعوام، وكأن هذا الشعب مكشوف عنه الحجاب!! 

 هل وراء ذلك حكمة يمانية أم «شمة» يمانية ؟! 

وجهة نظر أم تخديرة «قطل» ؟! 

والحاصل أن الشعب كان ولم يزل جزءاً من الفرار ـ لا أقول القرار ـ السياسي. 

قبل العامين الأخيرين كنت أسأل نفسي ما هو مستقبل بلد لا يشترط فيه في أعضاء مجلس النواب القراءة والكتابة؟! 

أما الآن فالسؤال يقول: ما هو مستقبل بلد كل شيء فيه (سياسة وحكومة وحوار ) قائم على المحاصصة والتناسب؟! 

وطالما كل شيء بالمحاصصة، فالقرار السياسي لابد أن يكون قراراً «محاصصياً» وكل معجونات الأسنان يوصي بها الأطباء. 

على مستواك أنت كشخص عادي ما أصعب أن تتخذ قراراً عندما تجد نفسك محاصراً بالديون ومثقلاً بالمسؤوليات وأسهل شيء تعمله هو «الفرار» حفاظاً على ماء الوجه، أو العمل بقول الشاعر: «جنان يخارجك ولا عقل يحنبك». 

فكيف الحال بالقرار السياسي في وضع اليمن الحالي، شعب لا يطعم من جوع ولا يؤمن من خوف، وصراعات سياسية لا تهدأ اغلبها يجري في الخفاء ومن تحت الأرض، وفلتان أمني، وانتشار عام للسلاح، ودوامة اغتيالات، وحرب مع جماعات مسلحة، وحرب مع مخربي ومستهدفي النفط والكهرباء، ومشاكل حكومية لا تعد ولا تحصى.. 

صنع القرار السياسي ليس عملية سهلة أو عادية يحتاج إلى حكمة وخبرة واختيار الوقت المناسب خصوصاً في ظل الغموض الذي يسيطر على الأوضاع في البلد في ظروف دقيقة وبالغة الحساسية هذه التي يعيشها اليمن. 

وللذين يقارنون بين مرسي وهادي أن تتخذ قراراً في الوقت المناسب أفضل من أن تتخذ قراراً وتلغيه. 

في حوار بين معاوية بن أبى سفيان وعمرو بن العاص: 

قال معاوية: ما بلغ من أمرك يا عمرو؟ 

قال عمرو: ما دخلت فى أمر إلا وخرجت منه (يعني من شدة ذكائه ودهائه ووثوقه بنفسه ما يتخذ قراراً إلا وأنجزه وتجاوز أية صعوبات تعترضه). 

قال معاوية: لكنى ما دخلت فى أمر، وأردت الخروج منه (يعني من شدة حرصه لا يتخذ قراراً إلا بعد أن يدرسه من جميع جوانبه ويتأنى فيه). 

اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي. 

الحجر الصحفي في زمن الحوثي