الثورة شراكة وقبول.. لا انقسام وصراع!

كتب
الثلاثاء ، ١٨ ديسمبر ٢٠١٢ الساعة ٠١:٠١ صباحاً

 

 

حالة الاستقطاب والانقسام الحادين في مصر والتي أسفرت عن فريقين "مع الإخوان "و "ضد الإخوان "حالة ضارة تتعدد آثارها السلبية إلى درجة يصعب حصرها !!، وبعيداً عمن هو المسؤول؛ إذ أن ذلك ليس مهم الآن، المهم هو أن الجميع مسؤول عن مغادرة هذه الحالة بصورة فورية وعاجلة.. إن لم يكن من أجل أحزابهم وحركاتهم وتياراتهم التي سيستهلكونها في الصراع والهدم المتبادل؛ فمن أجل مصر ومستقبلها الواعد وحياتها الكريمة التي جعلتها ثورة يناير على موعد مع انطلاقة كبرى في ظل قوة ناعمة عابرة للقارات جلبتها لها الثورة ونفوذ عالمي وسمعة دولية محترمة، وستبلغ مصر شأنها العظيم في ظرف قصير ووقت استثنائي، إن لم تنل منها الانقسامات والاستقطابات الحادة. 

الانقسامات الحادة تحرم الشعوب بركات التعدد وتمنع عنها ثراء التنوع، وفي ظل الاستقطاب والانقسام كثيراً ما نضحي بالقبول والتعايش مقابل شيوع الرغبة في الإقصاء والإلغاء، وتغدُ الكراهية المتبادلة هي من تحشد الفريقين في جبهات وصفوف متقابلة وجاهزة للهدم والهدم المضاد، فتوظف طاقات المجتمع وتحتشد الجهود وراء الرغبة في الانتقام والثأر، وحتى يتم مغادرة هذا الجنون إلى فضاء القبول والشراكة والتنوع، ستكون وحدها المشاريع الصغيرة ومادون الوطنية هي صاحبة الصوت الأعلى والحظ الأوفر من الحضور! 

أثق أن روح ثورة يناير العظيمة سوف تطوي حالة الاستقطاب الحادة في مصر مع إعلان نتيجة الاستفتاء على الدستور، أثق أيضاً.. أنه مهما كانت النتيجة، فستبدأ معها مرحلة من النضال المجتمعي المتنوع والمتعدد للبناء في جميع المستويات والميادين العامة والأهلية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والاجتماعية، الجميع يطرح مشاريعه التي تتشارك حيناً وتتباين أحايين، وتتوافق في شيء وتتغاير في أشياء.. في ظل دولة ضامنة تفسح الطريق لانطلاق الإبداعات والطاقات الفردية والجماعية في محصلة إيجابية من شأنها أن تحلق بمصر إلى آماد وآفاق لا نستطيع أن نتنبأ بمداها. 

  

* الحائزة على جائزة نوبل للسلام

الحجر الصحفي في زمن الحوثي