يآآآه كم يبدو الغرب شيعياً بأموال السنة!!

كتب
الجمعة ، ١٦ مارس ٢٠١٢ الساعة ٠٤:٥٥ مساءً
بقلم/ ياسين الزكري
بقلم/ ياسين الزكري

 “الخجل.. هو ذلك الشعور الذي لايخالج واشنطن حين تود إقناعنا بأن الشعوب قاعدة والانظمة اتقياء”.

في قمة عربية واحدة منح السادات حافظ الأسد العام 1975 إذناً مفتوحاً لاجتياح لبنان إبان الحرب الاهلية هناك من أجل ضرب السنة في لبنان ونزع اسلحتهم انتصاراً للمسيحيين الذين اجتاحوا كانتونات سنة بيروت وواجههم السنة المنشقون في الجيش اللبناني بقيادة المقدم احمد الخطيب حينها.. يومها وافق ذلك هوى الامريكيين “أو قل نفذ العرب بذلك توجيهات واشنطن إن شئت الدقة” الى جانب أن يسخر النظام السوري الذي صدعنا بالحديث عن الممانعة جيشه الضخم للعمل كغفير حراسة للسفارة الامريكية هناك وهو أمر تعلم تفاصيله الدنيا .. عندها باشر الأسد اجتياح لبنان بأربعين ألف جندي سوري والقضاء على احد عشر ألف جندي سني هناك ومن ثم التمترس ثلاثة عقود في معركة ضد عشق الشعب اللبناني للحرية التي “يا حراااام “ تحرج الديكتاتور الجار في دمشق .. وهي المعركة التي حسمت في النهاية لصالح تطلعات البلد الصغير الأعزل.. الذي هزم ذات اسرائيل التي يحاورها نظام الاسد سراً في تركيا على بيع كرامة شعب وسيادة وطن.. ما ابشع غيرة الانظمة من الوطن (هم يبدلون “مِن” بـ “على” كحالهم مع لن ولم والذي والتي و...).

الدول المحسوبة على ما يوصف بصف السنة والتي سددت ميزانية تدمير العراق ثلاث مرات منذ العام 1990 وفتحت اراضيها واجواءها ومياهها وبرها للقوات الدولية بغية اسقاط السُّنة في العراق ومن ورائها اسقاط البوابة الشرقية للعرب في الحضن الايراني من اجل توفير بيئة منطقية لإعادة ترتيب اولوية الأعداء لجعل إيران اولاً وإسرائيل ثانيا .. امامها اليوم شبهة كفارة تحتاجها بشدة للقيام بعمل ما ولو بهدف الشعوب بأن الامر لايتعلق بالسنة بل بعدوانية صدام حسين الوجه الآخر لعملة الاسد ونحن الشعوب المسكينة نصادق على هذا التضليل بل ونحتسبه عملا عظيما لا مشكلة طالما كان في الامر حد من مأساة شعب يذبح على مرأى ومسمع من العالم.

على الاقل سيكون الإخراج بهذه الطريقة اقل استخفافا بعقول الناس من فكرة ان الشعب السوري ينتمي للقاعدة فيما بشار الاسد ورامي مخلوف يمثلان وجه الحداثة في الشرق .. “كم اشفق على السيدة هيلاري كلنتون حين تسند اليها مهمة إقناعنا بذلك” خاصة بعد فشل ذات المحاولة الذريع في اليمن” لا ادري لماذا تفترض واشنطن انه سيكون على أي منا في دول الربيع العربي ان نكذب انفسنا ونرمي قناعاتنا جانبا ونصدق مزحة ثقيلة بهذا القدر من الخرف الامريكي المبكر.. ربما كان افتراض انتهاء صلاحية طباخي مكتب التضليل الاعلامي التابع للبنتاجون ايسر هضما من فكرة شعوب القاعدة وتقوى الانظمة الملطخة التي تحاول واشنطن تعميدها في بحر من دماء الابرياء.. الامر يؤلم المسيح ياسادة .. إن كان مايزال ثمة مسيح في الضمير.

ترفض واشنطن تمكين الشعب السوري من حماية نفسه بحجة ان ذلك يعني تسليح القاعدة فيما تعتقد واشنطن ربما ان الحمل الوديع بشار الاسد وجيشه ينثرون الشيكولا على اطفال سوريا من فوهات المدافع الثقيلة وسراديب الطائرات “ما احوجنا لمعرفة اسم المحل الذي يشتري منه الساسة الامريكيون نظاراتهم الرومانسية”.

واذا كان الغرب اليوم عاود اللعب على ذات الورقة القديمة “شق العالم الاسلامي والشرق الاوسط تحديداً الى سنة وشيعة متناحرين فعليه ان يتقبل من معسكر السنة الذي يود اصطفافه ضد الشيعة في المنطقة ايران وحزب الله “مع عض الشفة السفلى بالطبع” أن يتقبل حصول السنة على فرصة اجراء نقلة تجميلية على لوحة الشطرنج ولو تمثل ذلك بالوقوف في صف السنة الذين يذبحون على امتداد التراب السوري بأيدي ذات التحالف الذي يقول الغرب: إنه يناصبه العداء الا وهو تحالف شيعة الاسد وطهران ولبنان .. عني انا واثق ان يوافقني كثيرون أننا لا نمانع في ان يخدعنا الغرب بطريقة جديدة لائقة يظهر من خلالها ان تسليمه العراق لإيران كان خطأ تكتيكيا من قبل نيران صديقة بل اننا نضيف عليه اننا سنتناسى وقائع استخدام الغرب نظرية اللطم على الحسين قبل التفرغ لقتل الحسيني وتولية الحسني زمام الامور.. حيث يقوم الغرب باستهداف السنة بالسنة من وراء لافتة اصطفاف المواجهة بين السنة والشيعة .. “وهي نظرية لا اظنها مسيحية ولا اسلامية سنية”.. سيكون الامر ممتعا إن ضلَّلنا الغرب بمثل هذه الطريقة.. وربما بلغت المتعة حد ان نتجاهل حقيقة ان القوات الامريكية لم تكن لتهبط في العراق وافغانستان لولا الدعم الاستخباراتي الايراني ايضا.. فالكرم عربي كما تقول فداحة الخسائر “أليست الصفقة مربحة سيد اوباما” ..حسنًا ربما لايبدو الوقت ملائما فهذا يتعب معدة الحليف الاسرائيلي الذي تحتاجه في الانتخابات القادمة .. لكن ألا يمكن ان يلعب الدور آخرون.

ربما يتندر البعض هنا بالقول “ يااااه .. كم يبدو الغرب شيعيا في هذه اللحظة من التاريخ” حين يود إقناعنا بأنه يفكر جدياً بشن حرب على ايران فيما هو يدير معركة تضليل مع عقولنا لصرف الانتباه عن مايجري في سوريا .. سوريا ذلك الحليف القديم الجديد لمن قرأ قصة رحلة السيناتور بوب فاندري لتحرير مواطنه التائه في جنوب اليمن “ولتلك القصة قصة”.

اود هنا الصراخ بصوت عالٍ كإنسان اولاً ومسلم ثانياً وثالثا كعربي “اشتقاقا من زمن الربيع العربي لا من عربي الجامعة العربية” لأقول أنني امقت هذا التصنيف بشدة لكني لا استطيع تبرئة واشنطن من ممارسته .. ولذلك اود القول إن العناوين والتفاصيل هنا لاتعنيني كغالبية الشعب العربي اليوم الذي يعنيه التحدث بصوت عالٍ والتحرك لعمل شيء ما من شأنه الحد من هستيريا مريض بالسادية كبشار الاسد وإيداعه مصحة نفسية رأفة بموقف اطفاله غداً امام زملائهم في المدرسة .. يعنيني إنقاذ الشعب السوري العظيم من ان يحكمه مريض بالمقدرة المفرطة على القتل “كنت سأقول مريضا بالسادية لكني خشيت على السادية لأول مرة من الشعور بالإهانة”.. الامر هنا لايتعلق بالبحث عن مخرج للأسد من المحاكمة كمريض فكل من يخضعون للمحاكمة هم مرضى بما اقترفوه .. لكنه اقرب الى مخرج للضمير العالمي من موقف مخجل ان كان هناك ثمة ضمير بالطبع فالحاجة الاخلاقية تقتضي افتراض وجوده اليوم . الجمهورية

الحجر الصحفي في زمن الحوثي