باسندوة حبوب لا تغضب

كتب
الاربعاء ، ١٢ ديسمبر ٢٠١٢ الساعة ٠١:٠٧ صباحاً
 
بقلم/ علي السورقي*

أستاذنا القدير رئيس حكومتنا التوافقية محمد سالم باسندوة مبروك النعمة الجديدة,, وحبوب, حبوب لا تغضب. 

من المفارقات العجيبة وعلى العكس تماماً من تلك الثقافة السلوكية في محطات سابقة ودون سابق إنذار يطالعنا الأستاذ محمد سالم باسندوة ـ رئيس حكومة الوفاق المولودة قيصرياً من رحم المبادرة الخليجية وصلب القرار الأممي وهو يشتط غضباً مردداً يسقط ,, يخرج ,, يرحل علي عبدالله صالح, مجسداً انفعالاته بكيل سيل جارف من الاتهامات للشباب الثوري, حد قوله أنتم فاشلون, "كم دفعوا لكم أنتم مخربون", "أسكتوا.. أسكتوا, أسكتوا.!! " متناسياً حرية التعبير عن الرأي والقبول بوجهات النظر أياً كانت وخاصة عندما يكون الرأي موجه لشخصية تحمل صفة وموقع رسمية كرئيس دولة أو حكومة. 

وفي حدث مهم وملتقى حواري يجسد مفهوم حقوق الإنسان بكل ما تعنيه الكلمة للمفهوم الحقوقي الإنساني الأستاذ القدير باسندوة عودنا دوماً في محطات وأحداث سابقة بالتعبير عن ألمه وعدم رضاه عن الحالة أو التصرف أو الوضع وحتى عن غضبه بالدموع أياً طعمها ممزوجة بالملوحة السياسية أو معقمة بالحس الوطني وأياً كان شكلها بريئة نابعة من الحسرة على عدم القدرة في المواجهة أو تمساحية في ظل شيطنة المرحلة وما يرافقها من إخفاقات سياسية واقتصادية وتخندق القوى في مراكز التبعية بحسب الحضور والمصلحة.. وهنا وكحق إنساني حق لي وللكثيرين أن نتساءل بموضوعية هل فشل باسندوة في استدعى دموعه المعمرة أثناء خطابه في المؤتمر الوطني الأول لحقوق الإنسان؟ وما سـر ذلك الانفعال والغضب المفاجئ من صوت الشباب؟ هل هو تعبير عن الخرف السياسي أم مؤشر على الإفلاس في الخطاب الأخلاقي؟؟ ثم هل يراهن على شباب آخرين هم الناجحون دون غيرهم؟؟ ولماذا المؤتمر أصلاً؟؟ قبل تأهيل الإنسان ليكون إنساناً يؤمن بحرية التعبير ويتقبل الحقيقـة بعيداً عن التبعية والحقد السياسي في أي موقع كان وأي صفة يتمتع بها من أعلى الهرم السياسي بتوأمه المتوافق الحاكم المعارض ونظامه الساقط المشارك إلى قاعدته على المستوى الحقوقي والشعبي. 

وهنا يبدو أن الحقيقة تقول وتتجسد بأن حقوقنا الإنسانية في وطننا اليمني الحبيب لا تختلف عن مفهومنا للنظام الديمقراطي، حيث أن المفهومين ما زالا ناشئين وتحت الطبع السلطوي الثوري. 

إذاً في ظل المفهوم يحق لي القول أنه لا بد من صيف عربي.. عربي.. يقوده الشارع كبديل ثوري جماهيري لا ناتـو فيه ولا تضخم خليجي ولا حتى موز قطـري. 

ويا أستاذنا القدير رئيس حكومتنا التوافقية محمد سالم باسندوة مبروك النعمة الجديدة, وحبوب, حبوب لا تغضب مابش لهذا الغضب تفسير. 

*شيفيلد المملكة المتحدة

الحجر الصحفي في زمن الحوثي