خفافيش الظلام

كتب
الثلاثاء ، ٢٥ ديسمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٦:١٤ صباحاً

بقلم: الدكتور عمر عبد العزيز -

مع كل خطوة نخطوها إلى الأمام تأتي ردود الأفعال الإجرامية لتحيل البلاد إلى سواد قاتم، وهكذا يفعل الرافضون دوماً لأسباب الحياة والتطور والنماء، فالذين باشروا بالأمس اختطاف بعض الأجانب المتواجدين بين ظهرانينا لا يتحركون بمحض إرادتهم الشخصية، بل بإيعاز مريب من قبل الدوائر الرافضة للتغيير، مُتوخين إعادة البلاد والعباد إلى مربع اليأس والاعتقاد بأنه لا فكاك من هذه الأزمة الطاحنة.

الجماعات الضالة التي تباشر الاغتيال والخطف والتقطُّع تضع نفسها أمام توق الشعب للخروج من النفق المظلم، وتكرس صورة ذهنية كئيبة عن البلاد، وتباشر رفضاً مُعلناً للإصلاح والتنمية، وترهن آمال الملايين وسويَّتهم لبؤس الطغم الصغيرة السيكوباتية.
ما العمل إذاً أمام هذه الظاهرة التي تتفاقم يوماً بعد آخر؟ وما هي الوسيلة الناجعة لوضع النقاط على الحروف وكنس هذه النتانة السلوكية التي أزكمت الأنوف، وحوَّلت الملحمة الجماهيرية الشعبية اليمانية المقرونة بالحكمة واندهاش العالم أجمع .. حوَّلت كل ذلك إلى خبطات داكنة تخربش تلك الصورة البهيِّة التي شاهدها العلم برمته ؟.
أنا على يقين من أنهم سيواصلون قطع الكهرباء، وتفجير أنابيب النفط والغاز، بل إخراج محطات الطاقة الأساسية من الخدمة، بالإضافة إلى الاختطافات والتقطعات والاغتيالات لأشرف المواطنين وأكثرهم حرصاً على مصلحة الوطن.
هؤلاء لا تنفع معهم المفاوضات، ولا التنازلات، لأنهم يباشرون استنزاف الوطن وقتله في أجمل ما لديه، وفي جنح الظلام.. كالخفافيش لا تطير وتمص الدماء إلا في سواد الليل البهيم.
وبهذه المناسبة لا بد من التفريق بين العقاب الجماعي للأهالي في المناطق التي ينطلق منها هؤلاء، وبين الاختيار الذكي لرؤوسهم المتخفيِّة وراء غلالات المخاتلة والكذب.
على العقاب أن يكون فردياً ومتصلاً أصلاً بمحركي هذا التخريب الجهنمي، ممن نراهم ونعرفهم، بدلاً من شن حملات عسكرية تضر بالمواطنين أكثر من مدبري الخراب، القابعين في غرفهم السِّرية.
[email protected]

الحجر الصحفي في زمن الحوثي