القضية الجنوبية

كتب
الجمعة ، ٣٠ نوفمبر ٢٠١٢ الساعة ١١:٤٥ مساءً

المحامي – توفيق الشعبي

بكل برود واستخفاف يتم التعامل مع القضية الجنوبية من قبل النخبة السياسية ومركز القرار ونراهم يمضون قدما تجاه موتمر الحوار الوطني بلا رؤوية واضحة ودون حسم بعض الامور التي تحتاج لوقفة جادة وصريحة مع الذات تنطلق من فكرة الوقوف على اخطاء الماضي والاعتراف بواقع ما الت الية الامور وصار حقيقة لابد من الاعتراف بها

 ان التعامل مع القضية الجنوبية  بهذا البرود والاستعلاء ممن يضنون انهم احكموا السيطرة على مجريات الامور مستقويين بالارادة الدولية التي ترفض فكرة فك الارتباط التي ينادي بها بعض تيارات الحراك وكذا التمزق وعدم وصول الحراك الى روؤية موحدة وتيار شامل ليكون حامل لقضيتهم، فكل ذلك لايبرر لان يتم الهرولة نحو مؤتمر الحوار دون اعطاء هذة القضية حقها من الاهتمام والبحث المعمق فارادة الانسان لا تقهر مهما امتلك السلطان من ادوات الاستقواء والتسلط ،

اننا اليوم ونحن نحتفل بعيد  الثلاثين من نوفمبر لجلاء المستعمر ادعو القيادة السياسية  وقيادات الدولة الحالية الى ان يتحلوا بالشجاعة ويقفوا موقفا واضحا وجليا من القضية الجنوبية من خلال الاعتراف الكامل باخطاء الماضي التي ارتكبت بحق  ابناء الجنوب وبعدالة قضيتهم دون تذاكي فليكن عيد الجلاء جلاء لصراعات الماضي وثقافته ومناسبة للانطلاق نحو التفاهم مع الجميع من اجل اليمن

في الوقت نفسة يجب على الجنوبيين بكافة اطيافهم ان يبادروا هم انفسهم على الالتقاء والجلوس من اجل قضيتهم والخروج برؤية موحدة  يتوافق حولها اغلبية مكونات الحراك لتكون مرجعية لجميع فصائل الحراك في اي تعامل او حوار دون اقصاء او الغاء لحق بعضهم البعض لان ذلك سيؤثر على وحدة صفهم في مواجهة التيارات الاخرى التي تريد ان تتعامل مع القضية الجنوبية باستخفاف وتراهن على تفكك قوى الحراك واختلافها

يجب على المجتمع الدولي ورعاة المبادرة الخليجية أن يدركوا ان الضغوط التي يمارسوها من اجل انجاح الحوار قد تنجح ولكنها على المدى الطويل ستخلق العديد من المشاكل ولن تحقق الاستقرار الدائم لليمن كما يجب ان يفهم من هم الان في سدة السلطة ان ارادة الانسان لاتقهر وتظل متقدة متحفزة تتحين الفرصة المناسبة لتحقيق تتطلعاتها وامالها ولو بعد حين ،فمالم يتم حل كل المعظلات وتلبية ارادة الناس فيما يطمحون اليه بارادة حرة غير مستلبه فان اي تسوية او حلول تعتمد على سياسة فرض الامر الواقع لن تصمد طويلا ولو كانت مسنودة بقوى الدنيا

أن ما دفعني لكتابة هذة السطور ما الحظة من تعالي واستخفاف في التعامل مع قضايا جوهرية وحساسة يجب ان تولى عناية وادراك كبيرين لاجل نجاح الحوار المامول منه الخروج برؤوية وحل لكل مشاكل اليمن واخص بالذات هنا اللامبالة التي يتعامل بها رئيس الجمهورية وقيادات القوى السياسية مع القضية الجنوبية أضر مسئولة تجاه هذا الموضوع من قبل الرئاسة او الدول الراعية للحوار والمبادرة ثم طريقة تعامل وإداء اعضاء اللجنة الفنية للحوار الوطني

الحجر الصحفي في زمن الحوثي