لجنة الحوار تلغي الجمهورية اليمنية أمام أعيننا!!

كتب
الاثنين ، ٢٦ نوفمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٢:٣٩ صباحاً

 

بقلم/ رياض الأحمدي 

تطور هام في اليمن ذلك الذي أقرته اللجنة الفنية والتحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني بأن يكون التمثيل في المؤتمر بالمناصفة على أساس (شمال وجنوب)، بحيث يأتي كل طرف في الحوار بـ50% من ممثليه يكونون من أبناء المحافظات الجنوبية. 

هذا التطور يعتبر أبرز أمارات مؤتمر الحوار الوطني، حيث سيعيد اليمن إلى المربع الأول والتصنيف الجهوي على أساس شمال وجنوب إلى ما قبل الوحدة، وستكون الدولة اليمنية ملزمة بما تقرره هذه اللجنة العجيبة التي أصدرت بيانها دون خوف، ودون أدنى تقدير للمخاطر المترتبة على مثل هكذا تصنيف.. 

ربما تعرض أعضاؤها للتخدير السياسي من قبل المشرفين عليها، بحيث أصبحوا يقررون تفتيت اليمن بكل سهولة وينزل الخبر في وسائل الإعلام الرسمية ولم يعد هناك من يقول للناس من المسؤول عن هذه البلاد إذا كانت اللجنة المعينة من رئيس الجمهورية قد قضت على الدولة اليمنية وقسمت اليمن إلى شمال وجنوب.. يتسلم الواحد منهم 50 ألف ريال عن كل جلسة ويجلسون على كراس متحركة وبيدهم مستقبل اليمن وخلفهم كل القوى والأحزاب ووسائل الإعلام والسلطات الرسمية والدولية، ولا صوت لك حينما تقول: لقد نزفت الوطنية تحت زحمة العصر الأميركي السريع والأحداث والأزمات ولم يعد هناك من يدافع عن الوطن ووحدته.. 

إن قرار المناصفة يعد خطوة أولى نحو التشطير ويعتبر أكبر رصاصة في قلب أحلام الشباب والدولة المدنية التي تفترض أن تكون المناصب حسب المؤهلات والكفاءات والمظالم حسب القانون، لا حسب الانتماءات.. وسيصبح أي مواطن من المحافظات الجنوبية انفصاليا,ً باعتبار هذا الشعور سيفضي إلى أولوية في كل شيء, وسوف تعتمد الخطوات تدريجياً وبسهولة ويسر إلى أن تحدث الكارثة الجديدة. 

هكذا أكتب وأنا أشاهد الوطن يتفتت ولغم الحوار الوطني الذي وضع لأهداف مشبوهة بدأت علاماته واضحة وهو أنه يستهدف الوحدة الوطنية، ومن سوف يفهم الآن أننا أمام أحد المنعطفات الخطيرة وأن السياسيين الذين ينجرون لأطروحات الحراك هم الآن يتورطون بالقضاء على الدولة اليمنية وهم مخدرون بنصائح وضغوطات الرعاة الدوليين.. وسوف نكتشف يوماً ما أن القضية الجنوبية كانت كذبة ترددت ألف مرة إلى أن صدقها الناس جميعاً.. بينما كانت هي في الأساس جزء من القضية اليمنية. 

إذا تم تنفيذ هذه الخطوة الخاصة بالحوار فإنها ليست إلا البداية وسوف تتبعها خطوات إلى تقسيم اليمن وإنهائه تماماً، وسوف يذكر الناس عندما لم يعد هناك وقت إلا للضياع.. ليكون الحوار هو العنوان الأبرز لأكبر مؤامرة في التاريخ اليمني. حيث تم تخدير الناس عبر مراحل وخطط إلى أن وصلنا الخطر.. وقد تكون بلادنا فلسطين مستقبلاً، على سبيل المثال، وقد لا نكون إلا لاجئين تحت أقدام المنظمات الدولية في المخيمات وأوفرنا حظاً من يعطف عليه الآخرون.. 

باختصار: ما تقوم به لجنة الحوار هو تقسيم اليمن وتدمير المستقبل اليمني والسكوت يعني التساهل في إسقاط اليمن.. ما جرى يوم الأربعاء الماضي هو خطوة مفصلية في التاريخ أعلنت من خلالها لجنة الحوار تقسيم اليمن بكل معنى الكلمة.. غير أنه لدى أعضاء لجنة الحوار تبريرات واهية لا تنبىء إلا عن تخدير وعدم مسؤولية.. والمؤسف حقاً أن لا ردود فعل قوية. 

اتصل بي هذه اللحظة أحد المواطنين من أبناء المحافظات الجنوبية وقد صُعق لدرجة لم يصدق فيها الخبر إلا بعد تفصيل وشرح واعتبر أنها أكبر جريمة في التاريخ، وكان مما سألني: أين ردود الفعل؟ ماذا كانت ردود الفعل على هذه الجريمة؟.. كانت الإجابة للأسف: لا ردود.. فقط أنا أكتب الآن مقالاً حولها.. فأين ردود الفعل أيها الشعب اليمني على إعلان لجنة الحوار, التي أصبحت بمثابة المؤسسة الدستورية الأولى, وفاة الجمهورية اليمنية والعودة إلى المربع الأول؟. 

الحجر الصحفي في زمن الحوثي