اليمن بين ثورتين

كتب
الأحد ، ٢٥ نوفمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٥:٤٩ صباحاً

بقلم - أبو أيمن الحميدي :

عام مر على المبادرة الخليجية التي انحنت بالثورة اليمنية منحا آخر بعيدا عن التجربتين التي شهدنهما ثورات الربيع العربي ؛

ويندم كثير من الثوار لان الثورة اليمنية لم تصل إلى نهايتها ولم تحقق كامل أهدافها بعد ويحق لهم هذا الألم على حلم طالما انتظرناه وسكب لأجله الشباب دمائهم وقدموا مهجهم بحثا عن حرية وكرامة ويمن جديد ،

ولكي نحاكم خيار المبادرة ونحكم على صوابه من عدمه :

نقول لم يكن أمام الثوار في اليمن سوى نموذجين لا ثالث لهما في ربيعنا العربي ، إما النموذج المصري التونسي الذي انحاز فيه الجيش كلية إلى الثوار فطلب الجيش في تونس من بن علي أن يرحل وطلب الجيش من مبارك أن يتنحى وهو مالم يحصل للجيش الأسري في اليمن الذي اعد لأسرة وليس لشعب نراه مستميت من أجل المخلوع حتى وقد أقصي ورحل وأصبح ينتظر قدره المنتظر.

وإما النموذج الليبي السوري الدموي الذي دمر البلاد وقتل العباد بعد أن انسلخ من كل قيم إنسانية

فكانت النتيجة عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والمفقودين

فأي نموذج تختار .........؟

ولكن كيف إذا علمت أن الثورة لم تتوقف بل ماتزال مستمرة

وكيف إذا كنا بحكمتنا أسقطنا رأس النظام وقلمنا أظافره ورحلناه وسحبنا المؤسسات المالية من أعوانه وننتظر استكمال الهيكلة وكيف إذا رأيت أهدافا محققة هنا وهناك وان كانت متواضعة بالنسبة لأهدافنا الكبرى

وكيف و قد تحسن الوضع ولو نسبيا بإيقاف عجلة التدهور إلى الوراء وتحسن بعض الخدمات واستقرار العملة وغيرها

وكيف إذا تذكرنا الوقت والظرف الذي جاءت فيه المبادرة كضرورة في ظل القصف والدمار قبل انزلاق اليمن لحرب أهلية في شعب مسلح تغلب عليه الاسرية والولاءات المختلفة وكيف إذا كان في اليمن بؤر صراع متعددة تنذر بتشضي اليمن وتمزقه من خلال الحراك المسلح والقاعدة والحوثيين الذين يحملون إطماعا ومشاريع أنانية صغيرة وأجندات خارجية لاتريد استقرار اليمن ولا المنطقة بشكل عام نتمنى أن نقف وقفة تأمل قبل اختيار أي نموذج .

منتدى المبدعين

الحجر الصحفي في زمن الحوثي