شوقي هائل .. كبش فداء

كتب
الاربعاء ، ٢١ نوفمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٧:٠٥ صباحاً

كتب - رياض الأديب 

كما كان متوقعا .. المسيرة لم تكن لصالح المحافظ وليس لصالح تعز بشكل عام , وأيضا هي ليست ضد الثورة وشبابها كما يعتقد البعض .. وإنما الهدف أبعد من ذلك ولعل أهم هذه الأهداف إعادة الثقة إلى النفوس المزعزعة من أتباع النظام السابق بفعل الثورة الشبابية الشعبية وإعادة السيطرة على المشهد السياسي من قبل أنصار المؤتمر الشعبي العام بعد مضى عام على انتخابات رئيس الجمهورية وقرب انتهاء الفترة الانتقالية, هذا إذا ما أخذنا في الاعتبار هدف أخر ولا يقل خطورة عن الأول وهو تفكيك أواصر اللقاء المشترك وهذا ما أتضح جليا في هذه المسيرة والتي نجحت إلى حد ما في تنفيذ المهمة من خلال التناقض الذي بدا واضحا بين مؤيد ومعارض لهذه المسيرة من قبل قيادة المشترك .

كانت مسيرة اليوم مجرد "تجربة" من قبل القائمين عليها ولعل نجاحها ولو بشكل نسبي سيجعل من التجربة وسيلة لأعمال مشابهة في قادم الأيام من حيث التوسع في الأهداف بغية استعادة المؤتمر لنفوذه وصولا إلى التأييد الكامل لنجل صالح في خلافة والده في رئاسية المؤتمر في ظل معطيات لا تستبعد أن يتحول النظام الرئاسي في اليمن إلى برلماني وبالتالي يعود الحكم للطرف الحاصل على أكثر مقاعد برلمانية .

قد لا تكن وجهة نظري في محلها ولكن دلائل الواقع تشير أن المحافظ شوقي هائل أريد له أن يكن كبش فداء مما يجري في تعز ولعل استغلال غيابه وتسيير المسيرة ساهم إلى حد ما في نجاح التجربة التي أشرت إليها عنها ومن ذلك أحداث انشقاق بين المحافظ وشباب الثورة من ناحية ومن ناحية أخرى تدمير ونسف ما تم أنجزه من اتفاقيات متعلقة بمشاريع إستراتيجية ضخمة للمحافظة لطالما عمل النظام السابق على نسفها كنوع من العقاب الجماعي عل تعز نظير دورها الريادي في الثورة الشبابية والتخلص من حكم صالح ولو بشكل صوري .

نظرة متفحصة لمحافظتي صنعاء وتعز من حيث الانجاز الآني يدرك مدى النجاح الذي حققه هلال المقرب من صالح في العديد من مجالات التنمية بالعاصمة صنعاء لاسيما فيما يتعلق بمشروع النظافة وتحسين المدينة وهي الخطوة التي عجز المحافظ شوقي عن تحقيقها بالرغم من مضاعفة الجهود التي يبذلها علاوة عن الاستجابة لمطالب العاملين  من أجل تحقيق تحسين المشروع ومع ذلك لا شيء ملموس على أرض الواقع .

المحافظ الذي يتطلع إلى مدينة أشبه بدبي وبدأ بمشروع الحكومة الالكترونية يبدو جاد في توجه وطرحه غير أن الكثير من العقبات التي كان عليه تجاوزها قد أسهمت في إلى حد كبير في عدم تحقيق ما يصبوا إليه الرجل دون أن يدرك أنه ساهم بشكل مباشر أو غير مباشرة في خلق هذه العقبات بطريقة أو بأخرى حيث غلبت عليه العواطف على المصلحة العامة في إقالة العديد من رموز الفساد والذين لا يزالون يشغلون مناصبهم بالرغم من الاحتجاجات الواسعة والمطالبة بإقالتهم ولكن لا حياة لمن تنادي .

لم يكن المحافظ صادق مع نفسه في أخر مؤتمر صحفي وهو يؤكد أن إقالة أي قائد عسكري كبير من اختصاص رئيس الجمهورية ووزارة الدفاع وهذا يتناقض معا ما قاله حين تم تعيينه بأن رئيس الجمهورية قد أعطاه الصلاحية الكاملة للمحافظة وقال له بالحرف الواحد أعتبر نفسك رئيس تعز .

مرت 3 أشهر ولم يحصل التدوير المتوقع والآن مر نصف عام ولم يحصل أي تدوير أو تغيير لمن يقفون حجر عثرة أمام توحد الإرادة الشعبية خلف المحافظ والبدا بالنهوض بتعز واليمن بشكل عام .

اعتدت على الكتابة والنقل إلى سلة المحذوفات منذ ما يزيد عن العامين غير أني أحسست بقوة خفية تدفعني إلى نشر هذا المقال والذي أتوقع أن يجد انتقادا لاذعا من قبل الأغلبية ومع ذلك يكمن همي في راحة الضمير ولو كره المغرضون .

لم تأتي دعوات المحافظ المتكررة إلى دعمه والوقوف إلى جانبه من فراغ وإنما هو نداء يصدح به من جوف قلبه كونه يدرك أن الذين حوله لا يجمعهم أي أتفاق من شباب ثورة ومشترك ومؤتمر وأخيرا الحوثيين جميعهم عبارة عن قوى منقسمة وكل أخرى تريد أن تفرض كيانها على الأخرى وتحقيق مصالح ضيقة بعيدا عن المصلحة العامة والهم الوطني .

 

 

الحجر الصحفي في زمن الحوثي