إلى شوقي هائل .. إستقيل حفاظا على ما تبقى

كتب
الثلاثاء ، ٢٠ نوفمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٤:٤٠ صباحاً

 

 شوقي احمد هائل سعيد شخصية اقتصادية يفتخر بها اليمنيين عامة وتعز خاصة ولأسرة الحاج هائل سعيد رحمه الله مكانة في قلوب كل اليمنيين وإخوانه وأبنائه وأحفاده من بعده يفهمون هذه المكانة وحافظوا عليها للفترات السابقة وساروا على المسار الذي كان عليه الحاج المؤسس هائل سعيد

الأسرة بكامل أفرادها رغم ثقلهم الاقتصادي كأكبر قوة مالية واقتصادية في اليمن والجزيرة العربية لم يحبذون الدخول في الصراعات السياسية ولم يدخلوا في يوم من الأيام ضمن تجاذبتها أو الاصطفاف مع هذا الطرف أو ذاك وفضلوا لأنفسهم أن يكونوا على الحياد وهذا ما أكسبهم مزيدا من الحب والاحترام والتقدير والناس يتعاملون معهم على هذا المستوى بإحترام عالي

وجود الأستاذ احمد شوقي هائل محافظا لتعز هي وظيفة سياسية وان كانت وظيفة تنفيذية  ويتعامل الناس مع منصب المحافظ على انه سياسي لطبيعة المنصب الذي يمثل السلطة المركزية في محافظة تعز ، وجود الأستاذ شوقي محافظا لتعز يعد شرفا لتعز وأبنائها الشرفاء وشرف مماثل لشوقي أن يكون في المقدمة وعلى رأس المحافظة بغرض تقديم خدمات أفضل لفهمه طبيعة وخصوصية الحالمة تعز وهذا هو الدافع وراء قبول شوقي منصب المحافظ ، لكن الظروف الاستثنائية التي تعيشها اليمن وتعز في المقدمة  تقف عائق أمام التطلعات البريئة والنظيفة وهذا ما تمر به تعز  .

الأستاذ شوقي لم يكون على درجة كافية من " الشيطنة " أو القوة والتأثير الايجابي الجماهيري الذي يعزز مكانته بين أطياف اللون السياسي والشعبي والإداري ليحظى بالقبول التام ، إضافة إلى أن علاقاته بدوائر المكاتب الحكومية ودوائر السلطة المركزية كانت محدودة وضمن نطاق تقديم الخدمة مقابل المال وبمعنى أوضح أن علاقته بأجهزة الدولة ومكاتبها تقف عند تنفيذ الطلب أو الخدمة لشوقي هائل كممثل عن المجموعة التجارية لبيت هائل مقابل تقاضي مكافأة للأشخاص الذين كانوا سببا في تنفيذ الخدمة وهذه حقيقة يجب أن لا يضيق منها احد ، وشوقي هائل الذي جاء من بيئة إدارية تختلف تماما عن البيئة التي ذهبت به الظروف ليكون محافظا لتعز ، بيئته السابقة كان فيها الآمر والناهي وصاحب القول والفصل ويتعامل مع شريحة هي اقرب للنخبة وفق نظم هو واحد من الذين عملوا على صياغتها ، وسجل نجاحا وتميزا في مجموعته الصناعية والتجارية وله بصمات الكل في المجموعة يشيد بها

هذه الخلفية تتغاير تماما مع البيئة الإدارية كمحافظ لمحافظة تعز التي تضم أنواع من العادات والتقاليد والأعراف والثقافات والسلوكيات كما أن المحافظة تتنوع  فيها وسائل وسبل العيش والحراك الاقتصادي والإبداعي ، ولهذا كانت تعز هي منبت الثورة والتغيير ولهذا أيضا كان لها النصيب الأكبر من تلاقي حمى الصراعات على أرضها كمسرح يحدد فيه نصر هذا الفريق أو ذاك ، بالتأكيد الأستاذ شوقي احمد هائل كان على اطلاع كامل بتفاصيل الوضع خلال العقد الأخير وكان يعرف بداية  فسيفساء التدهور الذي تحول إلى غول من الكوارث المتلاحقة حتى وصلت الأمور إلى الانسداد الكامل ومعه تفجر بركان الثورة من تعز في 11فبراير 2011م وكانت تعز هي حكاية الثورة .

رافق المسار الثوري المسار السياسي المطعم بالإقليمي والدولي وسبق هذا المسار مسار الثورة التي كانت على وشك ان تتحقق لولا إنها أحيطت بقوة من السياسيين ، وهذا هو الذي ترك بقعا من الأوساخ السابقة التي جاء شوقي محافظا لتعز قبل أن تنظف وتزال هذه البقع الوسخة ، كان شوقي على أمل ان ينظفها ويزيلها ليظهر وجه تعز الحقيقي ناصع البياض بأهله ، والتنظيف هذا لم يكون بواسطة مسحوق كريستال أو اومو وإنما كان بمسحوق يعتمد على رائحة التغيير الثوري الذي كان لشوقي وقف العمل بهذا المسحوق

هنا ظهرت الشيطنة وتجلت البقع الوسخة من جديد ولأن البقعة الوسخة وان كانت صغيرة توسخ الثوب الأبيض وتمحي بياضه ، شوقي هو الثوب الأبيض وبقايا النظام ومرتزقته وبلاطجته هم البقعة الوسخة ، والمعروف أن الوسخ وان كان صغيرا أو قليلا ينجس غيره مهما كان حجمه ، وشوقي الذي قبل لنفسه طوعا أن يجلس على البقعة الوسخة فتوسخ ثوبه بها  (الوساخة هنا إشارة لبقايا المخلوع وليس لها أي علاقة بشخص الأستاذ شوقي من قريب أو بعيد ) ومع الأيام توسعت دائرة الوساخة والوسخين لينتشروا كفيروس خبيث ازكم الأستاذ شوقي !!!

والأستاذ شوقي كان له بداية مشجعة ورغبة صادقة في وضع بصمات تحول استراتيجي لتعز وفق تصور مدروس من شوقي ، ولو تحقق هذا التحول كان سيسجل واحدا من خيرات الثورة وبركات التغيير وهذا سيترك أثرا عكسيا سلبيا عند الجالسين على البقع الوسخة وهم كانوا بالأمس أصحاب قرار مثل شوقي اليوم ، وقد أدركوا هؤلاء الوسخين صدق نوايا شوقي وأدركوا انه سيحقق ما يقول وأدركوا أن تعز بعد سنوات ستكون مدينة مثالية أشبه بأفضل المدن بالمنطقة ، هذا الإدراك الذي يسير عليه شوقي سبقته نوايا الوسخين واقسموا على أنفسهم – ضمنيا – أن لا يتحقق هذا الإدراك والمشاريع التي يحملها  شوقي لتعز وتسجل اكبر إدانة لنظام المخلوع وكل الوسخين والسقط من حوله الذين استباحوا تعز ودمروها وحولوها إلى مشروع للتخلف ، وهذا ما لم يدركه الأستاذ المبجل شوقي احمد هائل .

مشروع النهضة  الذي كان ينوي شوقي تنفيذه وإعادة تعز إلى صدارة المدن العربية استفز وساخة الوسخين وعلى اثر هذا حضرت "الشيطنة " ومعها أوسخ الشياطين ليشكلوا دائرة كبيرة لإحتواء شوقي وضمه إلى صفوفهم مع معاملته  "كملك " وكان لهم ان تحقيق هذا فتم استيعاب شوقي عبر افتعال فرقعات من المشاكل والأحداث التي ربما كان يتم التناغم معها ، وقدم هؤلاء الشياطين صورة محسنة بسراب الماء حتى استدرجوا شوقي الى صفهم وبدل أن يسعوا هم وراء شوقي سعى شوقي ورائهم على ما يبدوا معصب العينيين  لا يرى إلاّ ما يروه ،

الفطنة مطلوبة في أي عمل ومطلوبة بشدة لشخص المحافظ  واشد منها في محافظ لمحافظة كتعز وهذا ما كان يفتقد إليه تقريبا الأستاذ شوقي الذي أحبطت لديه موازين الرؤية وقبل على نفسه ان يكون جليسا وصديقا لمن أساءوا  لتعز ولمن انتهكوا حرماتها واستباحوا دماء أبنائها وحولوا تعز إلى ثكنة عسكرية

سقطت شخصية شوقي احمد هائل يوم أن قبل أن يكون محسنا وصديقا وودودا على القتلة الكبار قيران وضبعان والعوبلي وسقط شوقي من قلوب الكثيرين حين فتح لحمود الصوفي وأمير والشوافي والخليدي وكل " الخردة " المتبقية من نظام المخلوع ، ومجالسة مثل هؤلاء ومرافقتهم تعد مسوءة وسقطه أخلاقية والأكثر من هذا أن شوقي احمد هائل يتسارع في السقوط من قلوب من يحبونه حين فتح جيبه واستراحة هائل سعيد انعم وفندق السعيد ليعتاشوا عليه مقابل خدمة التضليل التي يقدمونها نظير العيشة التي يمنحها لهم شوقي ، هؤلاء نجحوا برسم صورة انبهر بها شوقي هذه الصورة جعلت من المجرم والقاتل ملاكا وحولت الوطني والثائر والنزيه إلى شيطان رجيم ، عاد المهزومين والمطرودين من باب شوقي هائل ، الذي أصبح يستعدي كل الشرفاء ، والأكثر من هذا أنهم عادوا ليستحكموا على تعز ويحكموها عبر شوقي هائل ، يجلس معهم نهارا يعملون على تعبئته ليصدرها توجيهات ليلا ، انه الخطأ بعينه .

على الأستاذ شوقي أن يعرف أن الذي اهلك الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح هم هؤلاء الذين يعملون من أجل المعيشة ويقدمون أنواعا من صور التسول المدعوم بالتزلف والنفاق والتضليل ، وهؤلاء يعملون بتجرد من أي وازع ديني أو وطني أو أخلاقي ولا هم لهم إلا تحقيق قدر من المنافع وشوقي خبير بمثل هؤلاء ، على الأستاذ شوقي أن يفهم الدرس جيدا ويعي أنهم لم يقدموا لعلي عبد الله صالح إلا رتبة " مخلوع " دون سواها ، ولو كانوا مخلصين وأصحاب ضمائر لما وصل علي عبد الله صالح إلى هذا المستوى المتدني وبسببهم تحول من رئيس دولة عصابة  إلى زعيم عصابة بإمتياز .

على الأستاذ شوقي أن يفهم انه مخطوف من قبل هذه العصابة وأنهم قرروا أن لا يمر بإسمك أي نجاح لتعز ، لماذا فهموا نواياك واستبقوا على تدميرها ولم تفهم – وأنت الذكي والمتعلم -  كيف تعاملهم ، مددت لهم يد العطف فعضوا " جدموا " يدك أولا ، اذا لم تعرف الطابور الخامس فهم هؤلاء وتحديدا حمود الصوفي والوكيل أمير ومحمد منصور الشوافي وعبد الرزاق الخليدي وإذا لم تعرفهم جيدا فعليك أن تعود إلى يوميات الثورة ويوميات القتل التي كانت تعانيها تعز فكل الذين عملوا كبلاطجة ومأجورين لقتل أبناء تعز هم هؤلاء الطابور الخامس ولا تنسى زعيمهم سلطان البركاني ومن معه في دهاليز السلطة المركزية ، .

علي الأستاذ شوقي أن يعرف ويدرك أن هؤلاء الذين قبلوا على قتل أهلهم لن يهمهم ان يقتلوا شوقي احمد هائل ويكفي ان يقتلوك معنويا وهذا جريمة ستلحق آثارها الى البيت الكريم " بيت هائل سعيد انعم " وتأكد ان الكلام هذا لن يصدر إلا من ناس يحبون هذا البيت فلا تكن بابا لمغادرة هذا الحب ، ومسيرة الوفاء المزعومة ليس لها من الوفاء إلا الاسم وهو نفس الوفاء الذي كان يسوقونه لعلي عبد الله صالح وتوج بالخلع والطلاق البائن .

من باعوا ضمائرهم باعوا علي عبد الله صالح ومن باعوا علي عبد الله صالح يبيعونك وبثمن بخس ، كن فطنا وغادر هذا المنصب الذي لن يجلب لك إلا وجع الرأس ويمكنك ان تقدم لتعز الكثير كما فعل والدك وجدك ويكسبون قلوب الملايين

مسيرة الوفاء التي يغرد من اجلها بقايا المخلوع هي من اجل دق آخر مسمار لك وهم يدركون ما تعني لهم المسيرة وقد ربما يفتعلون من خلالها برنامج لإعادة إنتاج القتل من جديد ،

أرجوك أن لا تكون سببا لنكبة تعز كما تسببت في نكبة التغيير ولا تكون مدعاة لتدهور جديد من خلال مسيرة بقايا المخلوع في تعز .

أستقيل لحفظ ماء وجهك وحفظ السمعة الطيبة للإسم الكريم والكبير " هائل سعيد انعم " وبيت هائل الأكارم .. دمتم ودام كل الشرفاء

الحجر الصحفي في زمن الحوثي