الثورة الى أين تسير ؟

كتب
الاربعاء ، ١٤ نوفمبر ٢٠١٢ الساعة ١٢:٢٧ صباحاً

 

لم يستطع اليمنيون حتى اليوم  أن ينجزوا ثورتهم السلمية ويكملوا أهدافها  ويصلوا بها الى بر الأمان

فلا تزال البلد كلها في العاصمة والمحافظات وعلى جميع مستويات السلطة تدار بعقلية وبادوات  النظام العائلي السابق و انحصر التغيير في أضيق نطاق على مستوى المناصب الوزارية هذا بالاضافة الى توسع تحالف الثورة المضادة وانقضاضها تدريجيا وبصورة متسارعة على الثورة الشبابية السلمية وانجازاتها الجزئية 

بعد مرور أكثر من عام ونصف لم يلمس الشعب اليمني الأثار الايجابية للثورة في حياتهم  ولم يأتي التغيير المنشود الذي كانوا يأملونه  وهذا كله ضمن أجندة الثورة المضادة ومخططها الذي يهدف من خلال اعاقة التغيير الحقيقي الى احباط الناس  واقناعهم بأنه ليس هناك أفضل ما كان الوضع عليه في أيام حكم المخلوع  ونظامه العائلي الفاسد

و يبدو أن الشيء الذي لم تنتبه اليه احزاب المعارضة و هي أحد طرفي المبادرة الخليجية  هو  أن الوفاق والشراكة  الذي جاءات به المبادرة لا يطبق الا في نطاق محدود جدا  على مستوى مناصب الوزراء في الحكومة  اما بقية مكونات السلطة ومستوياتها المختلفة فهي لا تزال خارج روح المبادرة و شروطها فلا يزال طرف واحد هو الذي يمسك بمختلف مستويات السلطة التنفيذية والمحلية خصوصا في المحافظات  والمكاتب التنفيذية بها  وهذا الوضع زاد الأمور سوءا  اذ ان التغيير توقف بصورة كاملة  وفي الوقت نفسه فان هذا الطرف الذي يمسك بمفاصل السلطات المختلفة في البلد  يمارس الفساد والفوضى والعبث  ويرمي بمخرجات سياسته ونتائجها السلبية على الثورة السلمية و حكومة الوفاق  التي انحصرت الية الشراكة والتقاسم  في مناصب وزرائها فقط 

مخرجات العبث والفوضى والفساد جراء هذا الوضع المختل الذي ليس فيه شراكة حقيقية أصلا يتحمل نتائجه عامة الشعب  الذين يفقدون ثقتهم تدريجيا بالثورة والتغيير  وهو الهدف المشار اليه سابقا لمخطط الثورة المضادة 

كذلك نقطة مهمة جدا  تزيد من تعقيد الوضع في البلد  و هي فشل عملية هيكلة الجيش  وبقاء المؤسسة العسكرية والأمنية  تحت السيطرة العائلية  وهذا الفشل يسهم بشكل رئيبسي  في تأزيم  الأوضاع بالفوضى والتخريب و التمرد وابقاء البلد في حالة عدم الاستقرار و هو ما يعرقل مسيرة الثورة كنتيجة طبيعية .

سؤال لأحزاب المعارضة : 

هل المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية محصورة فقط في الشراكة على مناصب الوزراء ولا تشمل بقية مكونات السلطات المختلفة ؟

 

الملاحظ ان مختلف مكونات السلطة التنفيذية والمحلية والمكاتب التنفيذية في المحافظات يسيطر عليها طرف واحد هو الموالي لعائلة صالح و هذا الوضع أعاق التغيير وجعله شبه منعدم ، فهل المبادرة الخليجية غير معنية بالشراكة والوفاق الا في اطار مناصب الوزراء 

 

خذوا على سبيل المثال ما يجري في محافظة تعز :

فهذه المحافظة يديرها ويسيطر على أجهزة السلطة التنفيذية والمحلية والأمنية والعسكرية فيها لون سياسي واحد هو الموالي لعلي صالح وعائلته و هذا الوضع يكاد ان يكون موجود في مختلف المحافظات الا اننا نجد في تعز ان المحافظ يرفض الشراكة والتغيير و يدين القوى التي تطالب بالتغيير وتطبيق المبادرة و كأن هذه المبادرة عار و فضيحة 

اذن نريد توضيح وتفسير من أطراف المبادرة الموقعين عليها ورعاتها حول اختصاص المبادرة و نطاق صلاحيتها وتطبيقها

الحجر الصحفي في زمن الحوثي