إمرأة من زمن أخر ( وفاء اليمن )

كتب
الأحد ، ١١ نوفمبر ٢٠١٢ الساعة ٠١:٤٤ صباحاً

 

بقلم: وديع الشيباني-

ترددت كثيراً أن أكتب عنها خشية ألا أعطي ذلك المشهد البطولي حقه في الوصف الذي رأيته بأم عيني ، ولكن تأنيب الضمير آبى أن تكون تلك المشاهد محفوظة في الذاكرة فقط ، دون أن تسطرها كلمات التاريخ في أنصع صفحات البطولة والتضحية ..

هو مشهد لم يكن من صنع هوليود وليس من إخراج بيير باتروس ( Bier Batros ) بل من صنع تعز وفتاة تعز ، تلك المدينة الموجودة في الجنة ولا أحد سواها ... قليلة وفريدة تلك المواقف الشجاعة والمتزنة في مثل تلك الظروف القاسية ، لم تكن تلك الانامل تعرف بأنها تسطر وتخلد شجاعة وفاء اليمن بتلك الكلمتان ( ارحل سفاح ) بل وتهز عروش الطغاة وهي تدونها على حائط منزلها بدماء أخيها الشهيد هاني الشيباني ، أجزم بأن أًصاحب الكراسي المزهنقه بالظلم والقهر لم يعرفوا معنى الراحة فقد سلبتهم وفاء كل ذلك النعيم الزائف. لقد أبهرت اليمن بل والعالم ولفتت الانظار نحوها وابكت من شاهدها على التلفاز وهي تعبر عن ولائها وحبها لوطنها بتلك الرسائل التي نطقت بها ...

كنت حاضراً وجهه لوجه ولم تتمالك قدماي الوقوف من رهبة الموقف وشجاعة وبسالة تلك الوفاء وخانتني دموعي وانهمرت ولم اعد ارى شيء وكأنني في حلم هل ما أراه حقيقة أم ماذا ؟؟ حينها إدركت أنها إمرأة من زمن آخر ...

أنها وفاء حسن الشيباني

الحجر الصحفي في زمن الحوثي