اليمن بين حلم الدولة وخطر الإمارة

كتب
الخميس ، ٠٨ مارس ٢٠١٢ الساعة ٠١:٣٢ مساءً
بقلم/ عبدالسلام الشريحي
بقلم/ عبدالسلام الشريحي

 قبل أكثر من أسبوع تقريباً أفادت الأخبار بتسلل ما يقرب من 300 عضو يتبعون حركة الشباب الصومالية المتطرفة إلى اليمن وبالتحديد إلى محافظة أبين لمساندة(إخوانهم)كما قالوا في إقامة إمارتهم الإسلامية بعد أن أصبحت القاعدة بدون إمارة منذ سقوط إمارتهم في أفغانستان إثر الغزو الأميركي بعد هجمات سبتمبر في2001.

دخول المقاتلين الصوماليين لم يكن الأول لدعم التنظيم في بلادنا، ففي أبين وغيرها وجد وقتل العشرات من الأجانب من مختلف دول العالم لكن هذا التسلل هو الأضخم من حيث العدد والأخطر نظراً لما تلاه من هجمات للقاعدة على ساحة المعركة الرئيسية في أبين ومحاولة التمدد خارجها.

فالقاعدة وعلى غير عادتها في السنوات العشر الماضية التي كانت تعتمد فيها الضربات السريعة والتحرك وعدم الاستقرار أو الظهور بشكل علني في منطقة معينة وجدت في أحداث بلادنا الأخيرة فرصة لصناعة حلم الإمارة مدعومة بجهات نافذة وقيادات كبيرة لا تريد أن ترى الدولة الحديثة التي وقفت هذه الجهات خلال العقود الماضية عائقاً أمام إقامتها.

ولعل ما وجدته هذه الجماعات من تسهيلات أحياناً ومن غض للطرف عنها أحياناً أخرى، بالإضافة إلى الاختراق المحتمل للشرفاء في جهازي الأمن والجيش هو ما جعلها تظهر بقوة أكبر من حجمها الحقيقي، وكان ملفتاً أنه بعد إعطاء الجهات الرسمية أسبوعاً مهلة للقاعدة ردت القاعدة بمهلة 10 أيام وحذرت من إقلاق الأمن في أماكن سيطرتها وقد كانت القاعدة أكثر جدية واستبقت انتهاء مهلة الحكومة بيوم واحد لتقوم بعملية(قطع الذنب) التي دخلت من خلاله اللواء31 وغنمت الكثير من العتاد وأحرقت الكثير وقتلت 100 عسكري أو يزيد.

ويبقى السؤال الكبير حول التوقيت لكل هذه الضربات ولماذا زاد نشاط القاعدة منذ بداية التحول الديمقراطي وبناء الدولة الحديثة الذي تمثل في انتخابات الرئاسة؟.

فمنذ الحادي والعشرين من فبراير زادت سيطرة القاعدة في مديريات أبين المختلفة وتوسعت باتجاه شبوة بشكل ملحوظ ووصلت القصر الجمهوري في حضرموت وثكنة عسكرية في ذمار واشتبكت مع الجيش في البيضاء وأكثر من ذلك انفجرت يوم الأحد الماضي طائرة عسكرية بقاعدة الديلمي بصنعاء واتهم مصدر مسئول في المؤتمر تنظيم القاعدة بأنه يقف وراء هذه العملية.

وفي تقديري المتواضع جداً لا يعكس نشاط القاعدة المتزايد في الفترة الأخيرة الحجم الطبيعي لهذه الجماعة خاصة بعد مقتل العديد من أهم قياداتها بقدر ما يعكس تخوف التنظيم من حربه بجدية أكبر من ذي قبل وعليه يريد التنظيم فرض واقع مريح على الأرض وهذا ما أشارت إليه العديد من التقارير وذكرته صحيفة الـ(غارديان) البريطانية عندما قالت بأن هجمات القاعدة ازدادت بمجرد تنصيب هادي بعد أن تسامح صالح خلال فترة حكمه عن الجماعات الراديكالية في إطار التوازن الدقيق الذي أبقى التهديدات للسلطة في وضع حرج وأدى إلى تمزق البلاد.

وما وصلت له القاعدة من فرض واقع في بعض المدن والحصول على تعاطف البعض كان بسبب هذا التسامح والتواطؤ حيناً وبسبب الشعور بالظلم لدى مواطني هذه المناطق حيناً آخر، فيجب النظر إلى كل ذلك مع الأخذ بالاعتبار أن اليمن ليست مكاناً خصباً للإرهاب كما يروج البعض. وعلى أية حال فتهديد القاعدة قائم وحربها لابد أن تكون بمستوى هذا التهديد، وقد أشار لذلك رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وحتى المجتمع الدولي لكن يجب ألا تكون هذه الحرب شماعة لتأخر بناء الدولة وقيام المصالحة وبداية الإصلاحات السياسية والاقتصادية.

تتبع يمن فويس النسخة الانجليزية – اضغط هنا

الحجر الصحفي في زمن الحوثي