من غدر بأفراد الجيش في أبين

كتب
الثلاثاء ، ٠٦ مارس ٢٠١٢ الساعة ٠٩:٤٥ مساءً
بقلم/ احمد عثمان

 فاجأ الرئيس «هادي» الكثير بقراره السريع والصائب بتغيير (مهدي مقولة) من قيادة المنطقة الجنوبية، فهرعت الأطراف المعنية وفي المقدمة (مقولة) نفسه ليسابقوا الزمن تفادياً لنتائج هذا القرار الشجاع والوطني الذي صدمهم لأنهم يعلمون أنه بمجرد استلام العميد «سالم قطن» لمهامه وتعاونه مع الأهالي والقبائل والألوية الصامدة هناك سيتمكنون وبسهولة من تطهير أبين وإعادة الحياة إلى طبيعتها في غضون أيام... وهنا كانت قاعدة وإرهاب، أو بالأصح هنا كان مهدي مقولة وقوات مكافحة الإرهاب، وتصبح فضيحة بجلاجل وستحرق صالح وأولاده أمام الخارج الذي مازال يحاول خداعه بأن (العيال) هم الضمانة الوحيدة لمحاربة القاعدة والإرهاب.

 لقد حاول بقايا النظام تأخير الفضيحة التي سيظهرها تغيير «مقولة» بينما اتحدت مصالح المسلحين الحلفاء في خوفهم من التغيير الذي سيكشف حجمهم الحقيقي وتحالفهم المشبوه فجاءت عملية الغدر بأفراد الجيش في أبين والتي أودت بكل هذه الضحايا والخسارة المهولة بأرواح الجنود الأبرياء.

لقد حسبوا نتائج تغيير «مقولة» بأنها ستكون القشة التي ستقصم ظهر البعير، ولسوء حظهم أنها مازالت القشة التي ستقصم ظهر البعير والناقة ورقبتها، لأن العملية الغادرة جاءت مفضوحة ومستعجلة بصورة تحولت إلى إدانة صارخة، وأصبحت محاكمة «مهدي مقولة» واجبة ليس من أجل التواطؤ وإنما يكفي فقط جريمة الإهمال المتعمد والتقصير القاتل وترك الجنود في العراء مكشوفي الظهر بلا حماية ولا معلومات ولا مدد والتهيئة لسيطرة المسلحين على العتاد والسلاح الثقيل خاصة وأنها لم تكن المرة الأولى.

 هل فهم «مقولة» أمر التسليم بأنه تسليم السلاح للقاعدة الحليفة .... ثم كيف عبر المسلحون من البحر؟؟ هنا يبرز السؤال الكبير: أين العشرة آلاف من جنود مكافحة الإرهاب والذي يقودهم الأولاد والمنتشرون على الساحل والمدربون أمريكياً ويستلمون مرتباتهم بالدولار؟.

 كيف تحولوا إلى «فص ملح وذاب» بينما ذهب أفراد الجيش وحدهم ضحية لفشل مهزلة ورقة الإرهاب؟.. الغطاء الذي أرادوا استخدامه لتحقيق تهديدات صالح المتكررة بتسليم البلاد للقاعدة ومبدأ تهديم المعبد على الجميع «عليّ وعلى أعدائي يا رب» . صحيفة الجمهورية

تتبع يمن فويس النسخة الانجليزية - اضغط هنا

الحجر الصحفي في زمن الحوثي