همجية

كتب
السبت ، ٢٠ اكتوبر ٢٠١٢ الساعة ٠٣:٠٧ صباحاً


بقلم: نائف حسان -

زرت، اليوم، بجاش الأغبري في سجن الإدارة العامة للبحث الجنائي في العاصمة صنعاء. مازال بجاش هو ذاته الذي عرفت منذ سنوات في السجن المركزي حيث قضى قرابة 15 عاماً على خلفية حرب صيف 94، ورفضت مراكز قوى في النظام إطلاق سراحه كنوع من تصفية الحسابات.

مرة أخرى بجاش في السجن، مع فارق أنه استعاد، هذه المرة، روحه التي كانت منهكة طيلة أيامه السابقة في السجن. مازال شعره الأبيض مصففاً بالطريقة ذاتها، ومازال يبتسم بود ابن البلد الأصيل القريب من القلب.

اعتقل بجاش مساء الجمعة قبل الماضية في عدن. وبعد يومين؛ تم نقله، على متن طائرة، إلى العاصمة، وأخذ من مطار صنعاء إلى السجن المركزي، غير أن إدارة السجن رفضت استقباله لأنه لا يوجد أمراً قضائياً بسجنه. تم نقله إلى وزارة الداخلية، ثم إلى سجن البحث، حيث ظل 3 أيام دون تحقيق، أو توجيه تهمة.

في حديثي التلفوني معه السبت الماضي؛ اتهم بجاش اللوء علي محسن الأحمر بالوقوف خلف عملية اعتقاله في عدن. لم آخذ الاتهام بجدية، واعتبرت توجيهه تم بسبب تراكمات سنوات السجن السابقة، سيما وعلي محسن هو الذي ظل يعيق خروج بجاش طول سنوات سجنه الطويلة لأنه تجرأ على اتهامه، بالاسم، خلال محاكمته. لكن بجاش أكد لي اليوم أنه تم نقله إلى صنعاء بموجب مذكرة رسمية من وكيل وزارة الداخلية، عبدالرحمن حنش، المحسوب على علي محسن، وبيت الأحمر.

مازالت البلد تُدار بذات اساليب نظام صالح، وهذه هي إحدى أهم المشاكل التي ستحول دون معالجة الأزمات الوطنية، وعلى رأسها القضية الجنوبية.

لا أدي ما الذي يريده علي محسن، وحنش، لكن لا يوجد ما يبرر اعتقال شخص دون تهمة، أو جريمة، أو أمر قضائي، ثم نقله من محافظة إلى أخرى، غير استخدام السلطة بشكل همجي لا يحترم القانون.

أخطر ما في الأمر أن اعتقال جنوبي في عدن، أو في غيرها من المحافظات الجنوبية، ثم نقله إلى صنعاء يعزز ما يطرحه متشددي الحراك من أن الجنوب واقع بالفعل تحت "الاحتلال"، ذلك أن استخدام العاصمة كسجن للعقاب هي إحدى موروثات وأساليب الأنظمة الاستعمارية.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي