لا حوار في ظل أوضاع مأزومة جنوبا

كتب
الجمعة ، ١٩ اكتوبر ٢٠١٢ الساعة ١١:٥٢ مساءً

العميد / الخضر الحسني

استغرب – شديد الاستغراب- من اولئك الداعين الى حوار وطني ، في ظل ازمة سياسية خانقة  واوضاع استثنائية غير مسبوقة ، تعيشها البلاد من جنوبها الى شمالها ومن شرقها الى 

غربها وشخصيا ؛ ارى اننا نحرث في البحر، عندما ندعو الناس الى حوار ، يجمع اطرافا دون اخرى … ويستثني بعض القوى الفاعلة والمؤثرة في المجتمع اليمني .

 طبعا ؛ قد  لا نلوم شخص فخامة الرئيس اليمني (الجنوبي) الاصل المشير عبدربه منصور هادي ، وقد نعتبر مطالبته للجنوبيين كافة بالانخراط  في الحوار المزمع اجراؤه منتصف نوفمبر القادم ، من قبيل اهتمامه بالقضية الجنوبية التي لا تزال تترنح تحت ضربات من عدة جهات .. ولعل اسوأها ، تلك القادمة من (قادة )..او من نصبوا انفسهم قادة على الحراك الجنوبي السلمي في الداخل .. وهم – للأسف – ابعد من ان يتحلوا بروح المسؤولية ، لا لشيء ، بل لان كل ما لمسناه منهم – حتى اللحظة – هو عبارة عن تسابق محموم صوب اعتلاء كراسي الزعامة التي لا تليق بهم ، باستثناء البعض منهم ، وقد كانت لنا اطلالة سابقة في الاشارة اليهم بالاسم

 واضيف هنا شخصية جنوبية مجربة الى جانب تلك القيادات التي فضلت ان تنأى بنفسها عن  دخول (مهرجان) التسابق الاهوج الى منصات الدعاية الزائفة! .. وهم بالأصل اصحاب مشاريع واجندات معروفة المرامي والاهداف

 ولعل المناضل عبدالرحمن الجفري هو الشخصية الجنوبية الثالثة  - بعد السيدين الفاضلين الرئيس علي ناصر محمد والمهندس حيدر ابوبكر العطاس- والتي تستحق منا الاشارة الى جهودها الطيبة ، من اجل القضية الجنوبية ، دون الحاجة الى ضجيج ودعاية اعلامية مدفوعة الثمن سلفا ، من جهات اقليمية وخارجية.. لها مطامع ومصالح مرصودة

 ولقد اكدنا في تيار المستقلين الجنوبيين ، ان الحوار الوطني لن يرى النور ولن يتم على ارض الواقع ، طالما وهناك من يرى فيه تكريسا لتطبيع الوحدة اليمنية في نفوس الجنوبيين دون ان يكلفوا انفسهم عناء  حل كافة القضايا العالقة والتي افرزتها احداثٌ مأساوية

ولعل ابرزها عملية اجتياح الجنوب ، من قبل فلول قبائل (الفيد) القادمة من الشمال ، عام 94م ، تحت مسمى الدفاع عن الوحدة التي قتلوها في الصميم

 فلا حوار ولا خوار.. مع من لا يزالون ينظرون الى الجنوب بأنه فرع تابع للاصل 

ولا حوار مع من لا يزالون يجاهرون بمقاتلتنا 

ولا حوار مع من نهبوا اراضينا

ولا حوار مع من قتلوا شبابنا

ولا حوار مع من سلبوا حقوق كوادرنا المجربة في الوظيفة العامة

ولا حوار مع من انتهكوا كرامتنا 

ولا حوار مع من داس على احلامنا الجميلة بجنازير دباباته عام 94

ولا حوار الا في ظل دولتين معترف بهما ، قبل عام 1990م

عندها فقط ، يمكن ان نتحاور وتسمو نفوسنا فوق الجراح ، ونعتبر الماضي في حكم المنسي

 فهل ادركتم واستوعبتم ، ما المطلوب منكم ، من اجل ان يندمج الجنوبيون في حواركم 

مع تقديرنا لكل من يسعى الى ازالة كل العوائق المنتصبة امام حوار الشجعان

 

الحجر الصحفي في زمن الحوثي