هيكلة الجيش وعملية الصمام

كتب
الاثنين ، ٠٥ مارس ٢٠١٢ الساعة ٠٥:١٩ صباحاً
[caption id="attachment_13381" align="aligncenter" width="210" caption="بقلم / محمد القهالي"]بقلم / محمد القهالي[/caption] اصبح موضوع هيكلة الجيش واعادة تأهيل سلوكياته المشوهة في الولاءات الغير وطنية, شغل اليمنيين الشاغل بكل فئاتهم, و يتمنى كل فرد يمني أن يصحو من هذا الكابوس المزعج الذي أرّق مضجعه لفترة طويلة, و هو جيش ولاءه لأشخاص"صمام مشوه". وكون هذه المؤسسة هي "صمام" أمان الوطن كما يقولون فان هذا الصمام لم يعد يؤدي دوره المنوط به على أكمل وجه, وأصبح غير قادر على اداء مهمته الرئيسية "صمام أمان" لهذا الوطن. وفي مثل هذه الحالات من أمراض الصمامات يضطر الأطباء الى اجراء العمليات الجراحية والتي قد تكون ناجحة أحياناً, و قد تكون هذه العملية مجرد قسطرة بسيطة, و أحياناً تكون عملية جراحية كتوسعته مثلاً ان كان يعاني من تضيق , و في أحيان أخرى و عندما يكون هذا الصمام قد تشوه تماماً فلم يعد يتحكم في جريان الدم من والى القلب بالشكل المطلوب,فان الطبيب في هذه الحالة يضطر الى تبديله بصمام آخر صناعي قد لايكون بنفس الجودة و لكنه يؤدي غرضه الأساسي بكل أمانة. و صمام أمان اليمن يعاني من اضطراب كبير و تشوه أكبر, و قد لاتكفي عملية القسطرة البسيطة لإعادة الوضع الى ماكان عليه قبل 33 سنة, و ربما حتى العملية الجراحية لن تكفي لاصلاحه واعادة تأهيله و توسعة أفقه الذي تضيق ولم يعد ذا جدوى و خصوصاً بعد أن تُرك هذا الصمام لسنوات طويلة يعاني من هذا المرض و اعطي فرصة لمدة تزيد على السنة ليتعافى من مرضه ومراجعة هذه المهام و التفكير في الوظيفة الرئيسية المناطة به كصمام امان للوطن و ليس لأشخاص, و لم تتحسن الحالة بل يزداد تشوهاً كل يوم فقد أصبح مضراً بباقي الجسد. فهل يضطر الطبيب (عبدربه منصور هادي - رئيس الجمهورية ) الى تبديل هذا الصمام !؟ وكيف يبدله!؟ المهمة جسيمة أمام طبيب هذه العملية, و القرار صعب, و لكن ان قرر الطبيب, القسطرة و لم تنفع , و العملية الجراحية لاصلاحة و لم تجدِ, فلن يبقى أمامه سوى تبديل هذا الصمام, او ترك الجسد كله يموت متاثراً بهذا المرض. لربما كان تبديل صمام قلب أسهل بكثير من تبديل جيش بأكمله, لكن لربما كانت هناك طريقة لهذه العملية مبتكرة قد يبتكرها الطبيب و يفاجئ المريض بها, ليعيد له الابتسامة المفقودة, و يعيد له الثقة بالطب و الأطباء التي فقدها خلال هذه الفترة,و يستعيد الوطن المريض عافيته. فمهمة الطبيب الآن ليست مجرد عملية جراحية فقط, بل تتعدى ذلك الى ابتكار و اختراع طريقة جديدة لانقاذ الوطن المريض من هذا الصمام المشوه الذي اصبح خطره على الوطن كبير. فلربما تفلح طريقة تبديل قيادات الجيش كاملة, وتعيين قيادات بديلة غير مشوهة, و هذا يتطلب جرأة في قرار الطبيب, و سرعة في اتخاذه, قبل أن ينتشر التشوه ليصل الى الأفراد و تكون صعوبة التبديل أكبر, فتبديل القادة اسهل من تبديل القادة وأفراد الجيش جميعاً,فالوقت يمر و صحة الوطن تتدهور, وربما هناك طريقة أخرى لايعلمها الا الله و الطبيب.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي